عدم أمان من تفشي موجة جديدة لوباء كورونا الفتاك في الدنمارك

لم تمض سوى عدة اسابيع قصيرة، على إعلان الحكومة الدنماركية، من أنها استطاعت السيطرة بصورة شبه كاملة على تفشي وباء كورونا المستجد ( Covd _ 19) ولكن الجهات الصحية تشعر بالقلق، من بطء مكافحة الفيروس بشكل سلس ومنظم، ووفقا لمصادر معهد المصل الدنماركي، والمجلس الوطني للصحة، فانه قد تم هناك تسجيل أكثر من 243 إصابة جديدة للوباء خلال الأيام الأولى من الأسبوع الجاري، في حوالي 18 بلدية في عدة مدن ومناطق في عموم البلاد، ومن بينهم حالة وفاة واحدة، الأمر الذي دفع بالسلطات إلى الإعلان مجددا عن قيود صارمة للحد من انتشار الوباء، الذي ظهر فجأة بعد أن استرد المجتمع عافيته ولو بشكل نسبي تقريبا، خلال الفترة الأخيرة .

وخلال مؤتمر المؤسسة الدولية للتنمية ( الخامس) التي استضافه جمعية الهندسة الدنماركية ( IDA risk) في 8 أيلول/ سبتمبر 2020، والذي حمل عنوان ” كيفية تعامل المجتمع الدنماركي، مع وباء كورونا المستجد ( Covd _ 19) لفت المشاركون الاختصاصيون في المؤتمر، إلى إمكانية تجدد الوباء في مراحل قادمة، إذا لم تكن هناك احترازات شديدة، وخطط كافية لمنع توسع انتشاره من جديد، وطلبوا بضرورة خلق مبادرات محلية واقليمية، من مختلف الهيئات الحكومية والصحية والمنظمات المدنية والشركات، من أجل إنشاء وممارسة منصات صنع القرار والخطوات التوجيهية والارشادية في حال وقوع حوادث خطيرة .

وتبين، أنه منذ بدايات تفشي هذا الوباء في مراحله الأولى، لم تكن هناك جدية كافية لتسليط الضوء على المبدا الوقائي العام، الذي يعتبر حجر الزاوية لمكافحته، وثبت إنه من المناسب لظهوره منذ الوهلة الأولى كسناريو بسيط محتمل من القمة إلى القاعدة، مع اعلان رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، ووزارات الدولة والهيئات الصحية المعنية بمكافحة تفشي الوباء، فقد كانت هناك حاجة ماسة وملحة، إلى خلق مبادرات محلية واقليمية تتطلب جهودا مشتركة من مختلف الهيئات والمنظمات والشركات لوقف الزحف السريع لهذا الوباء الخطير.

وشدد المتحدثون الخمسة، المشاركون في المؤتمر الممثلين، في رئيس المجلس الوطني الدنماركي للصحة، سورين بروستروم، الذي قاد مراحل النضال ضد تفشي الوباء، منذ البدايات الأولى لهذا الظهور، في عموم البلاد، والأستاذ المحاضر في جامعة كوبنهاجن، كريستيان لوتا، ومديرة الرابطة الوطنية للسلطات الصحية المحلية، ليلى كيلدسجار، والمنظر المستقبلي وعضو نادي روما للابحاث، لين راشيل اندرسن، والمنسق العام، ليزبيث كنودسن، على ضرورة تجاوب واستعداد جميع الهيئات والمؤسسات الدنماركية، وكذلك المواطنين، لحالات الطوارئ المرتقبة، وكيفية تنظيم المجتمع في حالات مراحل إعادة فتح البلاد، وطلبوا بضرورة التزام المواطنين الدنماركيين والمقيمين، بتطبيق التوصيات والارشادات الخاصة للسلطات الصحية، واتباع كافة التعليمات، التي من شأنها ان تجنبهم من حالات الوقوع في براثن هذا الوباء المميت، في نفس الوقت الذي يتوجب فيه على السلطات المعنية، إتخاذ إجراءات اكثر شدة وصرامة، بشأن إقامة المناسبات الاحتفالية الجماهيرية العامة والخاصة، وتحديد أعداد المشاركين فيها، والنظر في مسائل التباعد الاجتماعي، وإلغاء كافة المناسبات الاجتماعية المتعلقة بالمدارس الابتدائية والثانوية والتعليم العالي، والتشديد على ضرورة عدم دهاب المواطنين للعمل مع وجود أعراض للوباء، والتشجيع على الحد من الازدحامات في الأسواق العامة ومحال بيع التجزئة، والتركيز على تشجيع زيادة الوعي الاجتماعي، لجميع التوصيات والارشادات الخاصة في الأماكن العامة، وفي المقاهي والمطاعم وصناعة الترفيه، وغيرها من الأماكن الأخرى، التي يمكن من خلالها انتقال العدوى.

حضر المؤتمر، الذي استغرق قرابة اريع ساعات من الوقت، وتخللته فترات قصيرة للاستراحة، ومادبة عشاء، عددا من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأطباء والمهندسين وأصحاب الشركات التجارية واساتذة الجامعات والباحثين في قضايا الصحة، وقدم بعضهم مداخلات مطولة، وأسئلة مثيرة، تتعلق بالمشكلات، التي تنتظر المجتمع في ظل ظهور الموجة الجديدة لهذا الوباء، وكيفية البحث عن حلول، ووسائل جديدة تحد من سرعة انتشاره وبشكل موسع داخل المجتمع .

هاني الريس
8 أيلول/ سبتمبر 2020

Loading