بيروت تغرق في الدم .. والانفجار الكبير لايقل مستوى عن انفجار القنبلة الذرية الاولى في اليابان
“دمر الانفجار مدينة بيروت وعدد كبير من مبانيها،وبعض معالمها التاريخية،وكان مواطنون دنماركيون شاهدوا الكارثة هناك،كيف تصرفوا وماذا قالوا ؟”
كان الانفجار العظيم،الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت،في يوم الثلاثاء 4 آب/ أغسطس 2020،وراح ضحيته أكثر من 100 شهيد،وأكثر من 4 آلالاف جريح ومصاب،وأعداد كبير مازالت تحت الانقاض،في انتظار عمليات الانقاذ،ودمار شامل في محيط الحدث،واحدة من أكبر مآسي وفواجع لبنان،التي عانتها عبر عقود طويلة من الزمن،وربما تكون هذه الكارثة،التي وصفت بانها ” أشبه بنووي مصغر “وقال عنها محافظ بيروت،مروان عبود،انها في الحقيقة كارثة وطنية كبرى،وقد ذكرته بما حدث في اليابان،في هيروشيما،وناجازاكي،المنكوبتين،وقارنها بالتفجيرات الذرية التي حدثت حلال الحرب العالمية الثانية،وهي بالتأكيد تعتبر أكبر فاجعة يشهدها لبنان في تاريخه،الأمر الذي أصاب جميع الناس بالهلع وبشكل قاتل،ولهذا السبب أصبحت بيروت عروس الشرق،مدينة منكوبة،وقد تصبح المدينة مشلولة الحركة لفترات طويلة،على الرغم من أن العديد من دول العالم،ومن بينها ايران وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا واستراليا وتركيا والدنمارك والكويت والعراق وتونس وقطر والبحرين والولايات المتحدة الاميركية،قد سارعوا بتقديم العون والمساعدات الملحة والسلات الغذائية والادوية العاجلة،إلى لبنان للتعامل مع أوضاع هذا الانفجار العظيم.
مشاهدات وتضامن دنماركي مع لبنان الشعب اللبناني في محنته :
وفي تصريح لوزير مساعدات التنمية الدنماركي،راسموس بريهن،على حسابه في تويتر،قال :” أنه قد تأثر كثير بهذا الحدث،وأن الدنمارك مستعدة لتقديم المساعدة الطارئة والعاجلة،إلى لبنان والوقوف معها في المحنة”. وأضاف الوزير :” نحن أصبحنا قلقين،ونتابع الوضع هناك عن كثب،ومستعدين تماما لتقديم المساعدة الانسانية “.
واما، وزير الخارجية الدنماركية،جيبي كوفود،فقد كتب في تغريدة على موقعه في تويتر،يقول :” لقد شعرت ببالغ الحزن والقلق الشديد مما قد حدث في بيروت،وانتابني الألم من سماع الأخبار عن سقوط ضحايا كثيرة من القتلى والجرحى والمصابين،في أعقاب الانفجار الكبير،وظلت جميع أفكاري ومشاعري تتجه نحو ما سوف تؤول إليه الأمور هناك،وقد توجهت بأحر التعازي العميقة لجميع الضحايا وعائلاتهم في لبنان،في هذا الوقت المؤلم والعصيب “.
وبدورها،تقدمت الاحزاب اليسارية الدنماركية،عبر مواقعها الرسمية،بأحر التعازي والمواساة،إلى جميع اسر ضحايا هذه الكارثة التاريخية،و التشديد على الروح التضامنية المطلوبة،مع الشعب اللبناني برمته،في هذا الوقت الحساس، والبالغ الصعوبة والدقة.
وبحسب،تصريحات مقتضبة للسفيرة الدنماركية في بيروت،ميريت كول،لقناة ” tv 2 ” الدنماركية،فأن السفارة الدنماركية في بيروت،كانت قد تعرضت إلى بعض الاضرار الطفيفة،وقد تم علاج عدد من موظفي السفارة من بعض الاصابات التي لم تكن بالغة،ولكن بالنسبة إلى السواح الدنماركيين وعدد من المقيمين في بيروت،فانهم لم يصيبوا بأي أذى،وفي الوقت نفسه لم تتلقى السفارة الدنماركية،أية استفسارات من الدنماركيين،الذين يحتاجون،إلى المساعدة”.
وقالت،المديرة الاقليمية للصليب الاحمر الدنماركي،المقيمة في بيروت،شارلوت كجراب،لقناة ” tv 2 ” انها شاهدت الانفجار الكبير والمروع،عن قرب من نوافد شقتها في الطابق السابع في المبنى التي تسكنه،وقد هز مشاعرها بشدة هول هذا الحدث،وكانت تشعر بعميق الحزن والألم مما شاهدته من دمار ومن سقوط قتلى وضحايا كثيرة ما بين جريح ومصاب،والذعر الشديد،الذي اصيب به الناس “.
واما،المواطن الدنماركي،دان موغنسن ( 49 عاما ) الذي يعيش مع زوجته وأبنه،في بيروت،فقد صرح لصحيفة ” B . T ” الدنماركية واسعة الانتشار،فقد وصف الانفجار،بانه شيئ مؤلم للغاية،وهو أسوأ بكثير من الزلزال المدمر القاتل،وأن مدينة بيروت كما لو انها قد دمرت بشبه كامل “.
حريق انتهى فجأة بالانفجار العظيم :
حدث الانفجار العظيم،الذي هز بيروت برمتها،بحجم بلغ 2700 طن من نترات الاونيوم المتفجرة والحارقة،والتي بلغت أصداء وضربات موجاته مساحات شاسعة خارج المدينة،وقيل انه وصل حتى مشارف قبرص،وذلك بسبب حريق تحول فجأة إلى انفجار،في العنبر رقم 12في ميناء بيروت،المملوء بنترات الأمونيوم الحارقة،التي يمكن استخدامها كسماد وصنع القنابل المتفجرة،كانت السلطات اللبنانية،قد صادرتها من سفينة قبل عدة شهور مضت،وتم تخزينا في الميناء،الذي تحول بعد الحدث إلى أنقاض محترقة،وكان كما لو انه هزة أرضية،أو أشبه ما يكون بنووي مصغر،و بالاضافة إلى الاعداد الهائلة للقتلى والجرحى والمصابين والمفقودين،أصيبت بسبب الانفجار،سفينة تقل جنود نشرتهم قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة،وقد اصيب عدد من الطاقم الذي كان على متنها بجروح مختلفة وكان بعضها خطير،وقد نقل عدد منهم،إلى مستشفيات المدينة،
وأفادت عدة وكالات أنباء عالمية،بأن الانفجار العظيم،قد أدى إلى كارثة رهيبة ومأساوية،وبلغت شدته مساحات واسعة في انحاء بيروت وخارجها،وكانت حمم النار المتفجرة كالبركان،غطت سماء المدينة،و أخذت تتجمع على مسافات بعيدة وتحصد العديد من الارواح،وتدمير الكثير من المنشآة والمبان والمجمعات السكنية و منازل المواطنين بطرق عشوائية،وبجانب الاكوام من القتلى يهرب الرجال والنساء والاطفال من جحيم النيران،التي امتدت السنتها في عنان السماء.
وحتى الآن،لا يعلم أحد كيف يمكن للامور أن تسير في بيروت بعد نهايات هذه الكارثة المفجعة،خاصة وأن الكارثة مهولة وعظيمة،وأن السلطات اللبنانية أعلنت في بيان،بأن مدينة بيروت، أصبحت منكوبة،ومعنى هذا وقف عجلة الحياة الطبيعية فيها،وصعوبة قيام الدولة اللبنانية بمد الناس بأساسيات الحياة وضرورات العيش،كمياه الشرب والغذاء والكهرباء والأمن،وأن الحكومة بواقع الازمة الاقتصادية الصعبة،التي تواجه لبنان منذ وقت طويل،مازالت غير قادرة على وقف النزيف،والاقتصاد في حالة مستمرة من الهبوط،والانخفاض السريع والهائل لسعر الليرة اللبنانية أمام العملات الصعبة،فيما يمتص وباء كورونا الفتاك،آخر الموارد الاساسية في لبنان،وسموم الغازات المكثفة تهدد من لم يصيب اليوم في هذه الكارثة،و معنى هذا أن ثمة مأساة أفضع ستنزل بلبنان إذا ما استمر الوضع هكذا،وذلك بالرغم من كل ما صرحت به وزيرة الاعلام اللبنانية،منال عبدالصمد،التي قالت بأن الحكومة قد رصدت الآن مبلغ بقيمة 100 مليار ليرة لبنانية لدعم ومساعدة العائلات اللبنانية المتضررة من الانفجار،ولذلك يطالب في هذا الوقت،جميع المواطنين اللبنانيين الحكومة اللبنانية الرسمية،بفتح ملفات تحقيق شاملة ومحاسبة ومعاقبة جميع المسؤولين الحقيقيين الضالعين في هذه الكارثة الوطنية.
“ومن هنا،نعلن عن تضامننا الشديد،مع الشعب اللبناني الشقيق،ونتقدم له بالتعازي الحارة،و الى كافة أسر الضحايا الذين سقطوا في هذه الكارثة المؤلمة،وندعوا الله،أن يمن بالشفاء الشامل والعاجل،على جميع الجرحى والمصابين،ونجاة جميع المفقودين وعودتهم إلى اسرهم سالمين،و أن يتحمل الاشقاء اللبنانيون الصبر،ويتسلحون بسلاح التضامن والتعاون والتآخي والتكافل الاجتماعي والوحدة الوطنية”.
و في هذه المناسبة، دعا التجمع الثقافي اللبناني في الدنمارك، جميع ابناء الجاليات العربية والاسلامية والدنماركيين، للمشاركة معه،في اقامة مهرجان تضامني،يوم الخميس 6 آب/ أغسطس 2020 في ساحة بلدية العاصمة كوبنهاجن، ونثر الورود واضاءة الشموع ورفع العلم اللبناني، تكريما لارواح شهداء لبنان، الذي سقطوا في هذه الكارثة المفجعة.
هاني الريس
5 آب/ أغسطس 2020