الدنمارك تحتفل بالذكرى المئوية لتوحيد الأرض، وترسيخ السيادة الوطنية.. وتوطيد عرى الصداقة بين الشعبين الدنماركي والالماني بعد حروب القرون السحيقة الدامية والمؤلمة
في العام 1864 خاضت الدنمارك حرب ضروس مع روسيا والنمسا، التي كانت آخذة في التوسع الجغرافي على حساب دول الجوار الأوروبي، وخسرت خلالها ثلث اراضيها في جنوب يوتلاند، وذلك بعد توغل القوات المسلحة البروسية النمساوية، وأحكام سيطرتها الكاملة والشاملة على الأرض ومقار السلطة الدنماركية الرسمية، بعد تقهقر الجيش الدنماركي الضعيف للخلف، واستسلام قادته وفرار جنوده.
وكانت اراضي جنوب يوتلاند الدنماركية، المتاخمة للأراضي البروسية النمساوية، في القرن الثامن عشر الميلادي، تحت سلطة الدوقية بقيادة الدوق الأول، كنود لافارد، وفي القرن الرابع عشر، سميت هذه الأراضي بدوقية ” شليشفيغ” وأصبح دوقات هذه المنطقة ملوكا وامراء على الدنمارك .
ومع زوال الإمبراطورية الرومانية ( المقدسة) في القرن التاسع عشر، تم إحياء مصطلح ” يوتلاند الجنوبية” من قبل الدنمارك، وأصبح موضع نزاع سياسي وحدودي، بين الدنمارك وبروسيا والنمسا، التي أصبحت في ما بعد ألمانيا الحالية، حول تقسيم الأراضي الوطنية التاريخية، بين الدولتين الجارتين، خلال حرب العام 184، ومن بعدها حرب العام 1864 الدامية والمؤلمة، التي استنزفت قوة الطرفين .
وبعد استفتاءات شعبية عامة في 1920 تم تقسيم اراضي يوتلاند، إلى شمال وجنوب، بين الدنمارك والمانيا، واصبحت يوتلاند، جزء من الدنمارك، في ما أصبحت شليشفيغ هولشتاين، جزء من ألمانيا الفيدرالية، واستقر الأمر على هذا الوضع طوال السنوات اللاحقة عبر التاريخ، و ظل يتعاون كل من الجزئين الدنماركي والالماني، اليوم، كمنطقة أوروبية محايدة تسمى ( Sonderjylland Schleswig) والتي هي تغطي الآن غالبية اراضي جنوب يوتلاند الدنماركية .
وبمناسبة مرور 100 عام على توحيد الأراضي الدنماركية، وتكريس السيادة الوطنية، احتفل الدنماركيون في هذا العام 2020 بوصفه عام ذهبي لتوطيد وتعزيز الصداقة بين الشعبين الجارين الدنماركي والالماني، وتطلعهما للسلام الشامل والدائم، وتوسيع مستويات الصداقه الحقة، وتوثيق عرى التعاون الجاد، في مختلف القضايا السياسية، والتجارة البينية، والشؤون الامنية .
هاني الريس
8 تموز / يوليو 2020