الدنمارك تتوقع انخفاضات هائلة للمناخ تصل إلى درجة 100 في المئة بحلول العام 2050
بمناسبة إسبوع “إضراب المناخ الدولي” وهو اضراب عالمي يطالب بمواجهة الانقراض السادس، والكارثة البيئية المحدقة بكوكب الأرض، أحيت الدنمارك ثلاث فعاليات بيئية مهمة على المستويين الرسمي والشعبي، وذلك في الفترة مابين 30 و 31 تشرين الأول/أكتوبر 2019 تمثلت الأولى بععقد مؤتمر صحفي لوزير البيئة والطاقة والمرافق الدنماركي، دان يورجنسن، في مقر “البيت الأخضر” التابع لاتحاد الصناعات الدنماركي، والثانية، مؤتمر وطني للنمو الأخضر في قاعة ” يوليوس تومسنس” في فريدرسبيرغ، والثالثة تجمع اعداد كبيرة من الأشخاص وممثلي الأحزاب السياسية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني في الدنمارك، للتظاهر أمام مبنى البرلمان الدنماركي، دعما لقضايا المناخ والبيئة.
في المؤتمر الصحفي، الذي شهد حضورا واسعا من الخبراء والمشتغلين في شؤون البيئة وطلاب وطالبات المعاهد والجامعات والصحفيين، تحدث وزير البيئة الدنماركي، دان يورجنسن، عن كافة المخاطر الصعبة، التي يمكن أن يتسبب فيها تغيير المناخ على الكائنات الحية، والزراعة والثروة الحيوانية، والموارد المائية، سواء على مستوى الدنمارك، أو حول العالم وقال: ” في تموز/ يونيو 2019 اجريت الانتخابات العامة في الدنمارك، ولاول مرة، كانت قضية المناخ والبيئة، من أهم القضايا الملحة للناخبين الدنماركيين، متقدمة بكثير على قضايا الصحة والضرائب، التي كانت العنوان الأساسي في كل إنتخابات عامة جرت في البلاد.
ومع تولي الحكومة الدنماركية، السلطة في 2019 كانت قضية المناخ والبيئة، احدي المؤشرات الرئيسية في أولوياتها، حيث تم التركيز بشكل واضح على سن قانون المناخ، والاهداف الطموحة المتمثلة في تخفيض انبعاثات غازات التدفئة بنسبة 70 في المئة بحلول العام 2030 مقارنة بمستويات العام 1990، وكانت الدنمارك منذ توقيع أول إتفاق للطاقة في العام 2012 تعمل بإستمرار على أن تصبح خالية تماما من مؤثرات الوقود الاحفوري، ومازالت هناك محاولات حثيثة من قبل الحكومة من أجل دعم مشاريع تخفيض نسبة ثاني أكسيد الكربون، وتوسيع نطاق الطاقة المروحية المستمدة من مياه البحر والأراضي الخضراء، ويتوقع أن تصل نسبة الانخفاضات في الدنمارك، إلى الدرجة 100 في المئة بحلول العام 2050.
وفي الفعالية الثانية، نظمت الدنمارك مؤتمر النمو الأخضر، التي شاركت فيه مختلف المؤسسات الرسمية والاهلية ذات الاهتمام بقضايا المناخ والبيئة، حيث ركزت فعالية المؤتمر، التي تحدث خلالها وزير الإسكان الدنماركي، كار ديبفاد، والمتحدثة بإسم المناخ في حزب الراديكال _ يسار الوسط، ووزيرة البيئة السابقة في حكومة هيلي تورنينغ سميث، ايدا أوكن، وعدد من الخبراء والمستشارين والمهندسين المدنيين والمعماريين، عن أهمية المجتمعات المستدامة وبناء المدن والمجمعات ذات المواصفات الحديثة، والتي يفترض مقاومتها للتغيرات المناخية والعواصف العاتية أو الهزات الأرضية، وطالبوا بالإسراع في العمل على تحقيق جميع تلك الأهداف ومن دون أي تأخير.
واما الفعالية الثالثة، فقد تمثلت في تجمع إعداد غفيرة من المواطنين ومن ممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، المدافعين عن قضايا المناخ والبيئة، أمام مبنى البرلمان الدنماركي، لإحياء مناسبة، إسبوع ” إضراب المناخ العالمي” الذي يقام سنويا في هذا التوقيت، من أجل المطالبة، بحماية البشرية والثروات الزراعية والغذائية والسمكية والحيوانية، من التدمير، أو الانقراص، نتيجة ارتفاع مستويات الحرارة العالية، وارتفاع منسوب مياه البحار والأنهار، وبالتالي الفتك بملايين الناس، بسبب التغيرات المستمرة على مستوى المناخ والبيئة.
وعلى صعيد هذا الحدث، صرحت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، ميتي فريدريكسن، على موقع التواصل الإجتماعي ” تويتر”: ” بأن الدنمارك بحاجة ملحة للقيام بدور مهم وفعال من أجل ضمان الأهداف المناخية الطموحة، والتي لا يمكن لها أن تتعارض مع الرعاية الاجتماعية والوظائف العامة في الدنمارك، وأن التخلص التام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، سوف يساعد في قضايا التنمية البشرية، ويساعد ايضا الشركات الدنماركية على زيادة العمل والإنتاجية الجيدة وتقديم افضل الخدمات الضرورية للمجتمع.
هاني الريس