الدنمارك: “المعسكر اليميني الازرق، بعد خسارته الانتخابات، بدأت تنبعث بين أحزابه السياسية، رائحة وقود الخلافات

بعد خسارته الكارثية، في الإنتخابات التشريعية الدنماركية للعام 2019، وصعود معسكر اليسار الأحمر إلى السلطة، يتعرض اليوم، معسكر اليمين الازرق، إلى انقسام شديد، وحرب طاحنة، يخوضها زعماءه، بين بعضهم البعض على مختلف وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي.

ففي حين تضاعف حجم أصوات المؤيدين لحزب المحافظين الشريك الصغير في الحكومة السابقة، في ظل قيادة قائد الحزب، سورين باب بولسن، صاحب العقلية الواعية والمتزنة، تراجعت اصوات الناخبين الداعمين لحزب الشعب الدنماركي الشعبوي المناهض للهجرة واللاجئين والاتحاد الأوروبي بنسبة عالية لم يسبق لها مثيل في تاريخه، وكذلك بالنسبة لحزب التحالف الليبرالي، الذي خسر تسعة مقاعد من اصل 13 مقعد من مقاعد البرلمان الدنماركي، وأصيب بصدمة موجعة في خاصرتة، أدت إلى انشقاق العديد من قادته وأعضائه البارزين، وتاسيسهم لحزب جديد.

ويجمع عدد من المراقبين للشأن السياسي الدنماركي، بأن الانقسام الحاد، و الذي كان في الأصل متجدر في حقيقة أن هذه الأحزاب متنافرة ومتباعدة في توجهاتها وعقائدها، قد بدأ يطفو على السطح بعد الخسارة الكارثية التي انهكت كاهله في الإنتخابات الدنماركية الأخيرة، التي فاز فيها الاشتراكيون الديمقراطيون وحلفائهم في المعسكر اليساري الأحمر، ويشيرون إلى أن قادة هذه الأحزاب ظلوا معتدين بأنفسهم على أنهم أقوياء، ولم ينظروا إلى كل ما كان يحتاجه ويتطلع إليه الشعب الدنماركي، من قضايا أساسية خدمية ملحة، ومشاريع تجديد، وأنهم كانوا يقاتلون بشكل فردي، وليس لديهم مشروع سياسي مشترك ومتفق عليه، طيلة السنوات، التي تسلموا فيها مفاتيح الحكم في الدنمارك.
وفي اجواء هذا الصراع المحموم بين قادة أحزاب هذا المعسكر، رأى، كريستيان دال، زعيم حزب الشعب الدنماركي، أن حزب اليسار الليبرالي الحاكم سابقا، هيمن على كل قرارات الدولة والمجتمع، وبعد استقالة زعيم الحزب ورئيس الحكومة السابق، لارس لوك راسموسن، وانتخاب، جاكوب ايلمان _ جينسن، زعيما جديدا للحزب، ربما سوف ينهح نفس الطريق، ويتبع سياسة خارجية أكثر تساهلا من سلفه المستقيل، وهو أمر ربما قد يزعج أعضاء الحزب وناخبيه، الذين يرفضون أي تساهل في قضايا اللجوء والهجرة إلى الدنمارك.

وأما زعيم حزب الشعب المحافظ، سورين باب بولسن، فقد أعترض على نهج السياسات الاقتصادية المحفزة، التي يتبناها حزب التحالف الليبرالي، وطالب الحزب بالتخلي عن “وعد الرفاهية” الذي طرحه ابان الحملة الانتخابية الأخيرة، بإضافة مليارات الكرونات الدنماركية، إلى القطاع العام في السنوات القادمة، لأن ذلك الأمر قد يكون صعب المنال، على الأقل في خلال السنوات القريبة.

وأما بالنسبة، إلى رئيس حزب اليسار الليبرالي، جاكوب ايلمان جينسن، فقد دعا احزب المعسكر الأزرق، بعدم التدخل فى سياسات الحزب، أو فرض عليه الشروط، أو الإملاءات.

وبالنسبة لحزب التحالف الليبرالي، فقد صرحت إحدى أعمدة الحزب، ميتي بوك صامويلسن، وهي بالمناسبة تكون شقيقة زعيم الحزب المستقيل، اندرس صامويلسن، ووزير الخارجية السابق، في مقابلة مع القناة الثانية الدنماركية(Tv2) بأن أحزاب المعسكر الأزرق اليميني، ظلت عاجزة تماما طيلة هذه السنوات، عن القيام بمشروع مشترك، لأن قيادة هذا المعسكر تحتاج إلى قيادة قوية، تستطيع بسط التفاهم واتخاد القرارات المشتركة بسهولة.
واضافت في هذه المقابلة: ” إن الإصلاحات الجديدة، التي قامت بها رئيسة الحكومة الدنماركية الجديدة، ميتي فريدريكسن، وتكتلها اليساري الأحمر، كانت الحلم والأمل بالنسبة لنا”.

وقالت في جانب آخر من المقابلة، إنها في الواقع الآن، تحسد، الحكومة الحالية بقيادة، ميتي فريدريكسن، لكونها حكومة من لون واحد وحزب واحد، ومن الأسهل على هذه الحكومة، أن تعمل بخطط واضحة.

هاني الريس

Loading