ماذا يمكن أن يحدث بعد الهجوم الأميركي الغاشم على العراق؟ وماهو غير المرجح مستقبلا؟

السيناريوهات المحتملة للشرق الأوسط _ بحسب _ رؤية الخبراء في الدنمارك.

أصيبت منطقة الشرق الاوسط (امس الجمعة 3 كانون الثاني/ يناير 2020) بصدمة مروعة وبالغة الحساسية، عندما اداعت وكالات الأنباء العالمية، نبأ استشهاد الرجل العسكري القوي في إيران، الجنرال الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، وزميله في النضال، أبو مهدي المهندس، الرجل الثاني في قوات الحشد الشعبي العراقي، في أعقاب عملية وحشية جبانة نفدتها طائرات القوات المسلحة الأمريكية، بالقرب من مطار بغداد الدولي، وراح ضحيتها بالإضافة إلى هذين البطلين الشهيدين، عدد آخر من الشهداء والجرحى.

كانت الصدمة موجعة ومؤلمة حقا، ليس فقط في إيران والعراق وحدهما، بل أيضا منطقة الشرق الأوسط والعالم الحر برمته.

وبحسب ما صرح به الخبير والأستاذ المشارك في جامعة كوبنهاجن، والباحث فى الشؤون الايرانية، راسموسن كريستيان إيلينغ، فإن القادة العسكريون لا يقبلون قتل بعضهم البعض، ولكن للأسف الشديد فان الأمريكيون كسروا هذه القاعدة، بطريقتهم هذه، التي تجاوزوا بها الخطوط الحمراء، في تصرف احمق، وفي ظاهرة غير مسبوقة وغير مناسبة أخلاقيا.

وأما الخبير في “الاذاعة الدنماركية” ومراسلها في الشرق الأوسط، مايكل.س.الوند: فقد رأى بأن الايرانيون يرون بأن هذا الهجوم الشرس، يمثل بداية إعلان حرب، ويتعين عليهم الرد عليه بالطريقة الخاصة بهم.
ويضيف: ” ليس لدي شك في أن نوع من الإنتقام سوف يأتي عاجلا أم آجلا، ولكن لا يمكن التنبؤ بالموعد والمكان الذي سوف يحدث فيه.

ويقول الخبير الوند: مما لاشك فيه، فإنه توجد هناك أهداف مفتوحة يمكن للايرانيين، من خلالها شن هجمات خاطفة ومباغتة، ضد الأهداف والمصالح الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، ومن بين أبرز تلك الأهداف، السفارات الامريكية، والمنشآت والقواعد العسكرية الحيوية في العراق، والمنشآت ذات القيمة الرمزية الكبيرة، التي يمكن اختراقها وضربها بسهولة، والتي تصور هشاشة الوضع عند الامريكيين.

ويضيف: من المحتمل أن تستخدم إيران، واحدة أو أكثر من المليشيات، التي تسيطر عليها في مختلف دول الشرق الأوسط للهجوم المباغت على الأهداف والمصالح الإستراتيجية الأمريكية، وبهذه الطريقة، يمكن للايرانيين الصمود أمامها.

ويقول: ” أن أحد الاحتمالات بالنسبة لإيران، هو محاولة ضرب حركة النفط وتعطيلها، عن طريق الاستيلاء على سفن النفط العملاقة، التي تحمل علم الولايات المتحدة الأمريكية، أو تحمل اعلام حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث أن معظم صادرات النفط العالمية تتم عبر مضيق هرمز الضيق، وباغلاقه يمكن لإيران أن تهدد الإقتصاد العالمي.

وعلى مستوى الهجمات الاكترونية، يقول الخبير، الوند: ” يمكن لإيران إختراق الشركات أو الوزارات الأمريكية، وبالتالي تعطيل المصالح الأمريكية الكترونيا.

ويضيف: ” أن تنفيذ إحدى هذه الهجمات، يمكن أن تقود الولايات المتحدة الأمريكية، وإيران إلى حرب ضاربة لا يحمد عقباها، ومن هنا لا يمكن استبعاد هذه الحرب.

ولكن في الوقت الراهن _ بحسب _ الخبير مايكل الوند، يبدو من غير المعقول، أن تتفاوض إيران مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن أي شيء، لأن الهجوم يدفع القيادتين الدينية والعسكرية، في ايران، إلى شن، حرب متوقعة، ضد الأهداف والمصالح الأمريكية، لأنه عندما يقتل شخص في قامة قاسم سليماني، الذي يعتبر اقوي رجل في إيران، في هجوم مسلح وغادر مثل ماحدث، فإنه لا يمكن للايرانيين، الجلوس على طاولة مفاوضات مع الأمريكيين، ولذلك فإن أي مفاوضة بينهما لا تبدو مرشحة ومرجحة في الوقت الحاضر.

هاني الريس

Loading