ثلاثة خيارات صعبة واجهت، رئيسة وزراء الدنمارك، ميتي فريدريكسن، بعد الهجوم الأميركي على العراق، ومقتل اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهم.
خلال، زيارة رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، إلى إحدى دور الأيتام في كوبنهاجن، في يوم الجمعة، 3 كانون الثاني/ يناير 2020 ، تحدثت رئيسة الوزراء، لفترة قصيرة عن الوضع الناشئ في منطقة الشرق الأوسط، بعد الغارة الجوية الأمريكية الدموية، التي، أودت بحياة قائد لواء القدس، اللواء، قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وعدد آخر من قادة الحشد الشعبي العراقي.طرح عليها بعض الصحفيين، أسئلة واضحة تتعلق بالموقف الدنماركي الرسمي، تجاه ما حدث، ولكنها لم تستطيع الرد عليهم بشكل واضح وقاطع، بل اكتفت بالقول: ” أنها تاسف جدآ لما كان قد وقع، وأن الوضع خطير جدا في المنطقة، ومن الصعب على المراقبين معرفة ما سوف تصل إليه الأمور، وما سوف يحصل في قادم الأيام المقبلة، وأنه من السابق لأوانه أن نعطي راىء قاطع قبل أن تظهر جميع الحقائق الدامغة، التي تسببت في حدوث هذه الكارثة الدموية.
واضافت: ” إنني أناشد جميع الأطراف، التي تخوض معارك الثأر والانتقام، بضبط النفس وعدم تصعيد الموقف، واللجوء إلى جادة الحكمة والتعقل، من أجل وقف نزيف الدماء، وأن لدينا الآن مهمه كبرى، وهي حماية مواطنينا العاملين في المنطقة، وحماية جميع الأشخاص الآخرين، من أهوال الحرب، التي قد تكون محتملة في هذه المنطقة المضطربة والحساسة.
وكان واضحا من خلال هذا التصريح _ بحسب _ عدد من المراقبين، أن الدنمارك، اختارت أن تكون دولة محايدة، ولم تتسرع في الرد على اتهام اي من جانبي الصراع، الولايات المتحدة الأمريكية، أو إيران، في التسبب لما حدث، وبهده الطريقة سوف تربح بعض الوقت، حتى تتكشف جميع الحقائق القاطعة والدامغة، ثم تقوم بدور مهم وجدي بشأن تلك القضية المعقدة، حيث يتبادل الأمريكيون، والايرانيون، الاتهامات الشديدة في ما بينهم، فبيمنا كانت إيران تتهم الولايات المتحدة الأمريكية في القيام بعمل وحشي ودموي تجاه أحد أبرز قادتها العسكريين، وهو اللواء قاسم سليماني، والتسبب بمقتله في صورة وحشية ومخالفة لجميع القوانيين والأعراف والقيم الإنسانية والأخلاقية، وتنشر بحر من الدماء داخل العراق، وهي المسؤول الأول والأخير عن كل ماحدث.تتهم الولايات المتحدة الأمريكية، اللواء قاسم سليماني، بالمسؤولية الكاملة عن ” العمليات العسكرية السرية” في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا في العراق وسوريا، وأنه يعد لمخططات جهنمية، تطال مختلف المصالح الأمريكية في المنطقة، ويرسم الخطط لتدمير القدرة العسكرية الامريكية في العراق، ويهدد بشن حملة اغتيالات ممنهجة، ضد الأمريكيين داخل العراق، وهي بذلك، يجب أن توقف جميع مخططاته وأهدافه عند حدها.
ويقول المحلل السياسي الدنماركي، يارتيل كوردوا، كانت هناك ثلاثة خيارات صعبة قد واجهت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، وهي أما أن تدين احد طرفي الصراع، أو كلاهما معا، أو أنها تقف على الحياد انتظارا لما سوف تسفر عنه النتائج الصحيحة والواقعية، وأما أن تركن في مكان ما، من خلال القول بأن الوضع خطير جدا، وتناشد الطرفين، بضرورة ضبط النفس، والابتعاد عن المواجهات الدامية والمميتة، حقنا لأرواح الأبرياء في المنطقة، وبذلك، فقد اختارت الخيار الثالث، الذي سوف يعطيها بعض الوقت حتى تتضح الحقيقة كاملة، ثم تقوم بعمل مهم حول دورها كرئيسة للوزراء.
وأضاف: ” إن الموقف الرسمي الدنماركي، لا يرغب فى تصعيد الموقف في الشرق الأوسط، ولا يريد الخوض في مغامرات، ولو ان هناك حكومة برجوازية في الدنمارك غير هذه الحكومة اليسارية الحالية، لربما اصبح التفاعل مع هذا الأمر بشكل مختلف.
ويتابع: ” إن الدنمارك كامة صغيرة، عالقة سياسيا بين فكي كماشة، فإما أن تغامر في اتخاد قراراتها بانفراد، أو أنها تكون تابعة لقوة عظمي، قد تفرض عليها خيارات اتخاد القرار، والظاهر في الامر، أنها لا تستطيع أن تنأى بنفسها عن أقرب حلفائها الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في الوقت نفسه، فإن الشركاء الآخرين في الأتحاد الاوروبي، يؤيدون سياسات إيران، التي تسعى إلى التعاون مع دول الأتحاد، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية، تؤيد سياسات إيران الأخرى التي ربما تصب في مصالحها.
ويقول، يارتيل كوردوا: ” إذا ما ظهرت هناك بعض الحقائق الجديدة، التي تتطلع اليها رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، والتي تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، قد تصرفت بشكل صحيح، فقد يكون الأمر كذلك، وأما إذا كان الأمر بخلاف ذلك، فسوف يكون القرار الرسمي الدنماركي مغايرا”.
هاني الريس