طبول الحرب في الشرق الاوسط تثير الخوف في الدنمارك. وجلسة طارئة في البرلمان تناقش خطورة الوضع في المنطقة

100 جندي من جحافل القوات الدنماركية تغادر الأراضي العراقية إلى الكويت.

عقدت، يوم أمس الأربعاء 8 كانون الثاني/ يناير 2020، جلسة برلمانية طارئة للجنة السياسة الخارجية في البرلمان الدنماركي، لمناقشة تطورات الوضع الخطير في منطقة الشرق الأوسط، وكيف يمكن أن تتعامل الدنمارك مع مستجدات الوضع في المنطقة، بعد الغارة الجوية الأمريكية على بغداد، والقصف الصاروخي الإيراني على القوات الأمريكية في قاعدة الأسد الجوية، وكيف يمكن إخراج القوات الدنماركية، من حرب محتملة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية؟

وشارك في مناقشات اللجنة، كل من وزير الخارجية جيبي كوفود، ووزيرة الدفاع ترين برامسن، قبل المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر الحكومة، بحضور رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، التي أعربت عن قلقل الدنمارك تجاه ما يجري من أحداث دامية مؤلمة على الساحة العراقية، حيث تتبادل الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، المعارك العسكرية هناك.

وفي حديثه أمام أعضاء لجنة السياسة الخارجية، قال وزير الخارجية، جيبي كوفود، أن الوضع في العراق وإيران، ينذر بقيام حرب غير محمودة العواقب في المنطقة، وأن الدنمارك، تسعى من أجل الحد من توسع الصراع، وتريد أن تتم معالجة الأوضاع المازومة هناك، من دون إراقة قطرة واحدة من الدم.

وأضاف: ” لا الدنمارك، ولا حتى العالم برمته يريدون الحرب، ولقد أكد الامريكيون، إنهم لا يريدون الحرب، مع إيران، ويجب أن يفترض، أن الايرانيون، لا يريدون الحرب، مع العالم الخارجي، ونحن نأمل بأن لا يشتبك الطرفين في حرب، تحرق الأخضر واليابس، ويسقط فيها ضحايا كثيرة من الأبرياء.

وفي بيان، أصدرته وزارة الخارجية الدنماركية، يوم الثلاثاء 7 كانون الثاني/ يناير 2020، قال البيان: ” إن هناك قرابة 130 جندي دنماركي، في صفوف قوات التحالف الدولي، التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية داخل العراق، وهم يعملون، في مهام تدريب القوات العراقية المسلحة، على محاربة تنظيم داعش الإرهابي، يتوجب ترتيب أوضاعهم، بعد أن دعى البرلمان العراقي، الحكومة العراقية، لإجلاءهم خارج العراق.

وفي بيان مكتوب صادر عن وزارة الدفاع الدنماركية، قالت وزيرة الدفاع، ترين برامسن: ” إنه من الواضح تماما أن أمن الجنود الدنماركيين، يمثل أولوية قصوى للحكومة، في هذا الوقت، وأن الحكومة تراقب الوضع المازوم في الشرق الأوسط عن كثب “.

وأما في المؤتمر الصحفي، الذي عقد في مقر رئاسة الوزراء، فقد صرحت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، بأن الوضع خطير جدا في منطقة الشرق الأوسط، وأن الحكومة قررت، سحب حوالي 100 جندي دنماركي، لفترة قصيرة من العراق، حيث ان الحكومة تتخد الان، إجراءات مناسبة، لحماية الجنود الدنماركيين، وسط التطورات الخطيرة الحاصلة في المنطقة، على أن تبقى هناك في العراق قوة رمزية من الجنود الدنماركيين تتراوح ما بين 30 إلى 40 جندي دنماركي فقط.

وعلى صعيد الأحزاب السياسية في البرلمان الدنماركي، فقد كانت هناك تباينات واضحة حول تواجد القوات الدنماركية في العراق، فبيمنا دعا حزب اليسار الليبرالي، وحزب الشعب الدنماركي، الى بقاء الجنود الدنماركيين في العراق، وعدم إرسالهم خارج العراق، طالب حزب اللائحة الموحدة، بإخراج القوات الدنماركية من العراق.

وفي هذا الصدد، طالب حزب الراديكال _ يسار الوسط، ببقاء القوات الدنماركية في العراق وعدم عودتهم إلى الدنمارك، وقال زعيم الحزب، مارتن ليدجارد: ” إذا ما إن انسحبت الدنمارك ودول أخرى من العراق، فإنه سوف يعطي لتنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” فرصة أخرى للتحرك مجددا، ولذلك فإن بقاء القوات المسلحة الدنماركية، أمرا ضروري للغاية.

وأضاف: ” بالتأكيد لا نريد أن نستبعد أن نتمكن من الوصول، إلى وضع يتعين علينا فيه إعادة القوات الدنماركية إلى الدنمارك”.

هاني الريس

Loading