ما الذي يجب علينا أن نعيش على الطريقة الإشتراكية الواقعية؟
تحت هذا الشعار، نظم مركز التضامن الدنماركي ” Solldaritets Huset ” في كوبنهاجن، في 23 كانون الثاني/ يناير 2020 ، مهرجان خطابي حول العمل من أجل التضامن، والعمل من أجل خلق الاشتراكية المجتمعية في الدنمارك، والتصدي لجميع الفوارق الطبقية في المجتمع الدنماركي، والتضامن المجتمعي، وقضايا البيئة.
وشارك في هذا المهرجان الخطابي، عدد من أحزاب اليسار الدنماركي، ودعاة حماية البيئة، وحركات السلام، ونشطاء الإسكان، والنقابات العمالية التقدمية، وحشد غفير من المواطنين.
وفي كلمتها، التي استغرقت أطول فترة خطابية، في المهرجان، قالت، عمدة حزب اللائحة الموحدة اليساري، والذي يمثل خمسة أحزاب سياسية دنماركية، وهي( الحزب الشيوعي في الدنمارك، وحزب العمال الاشتراكي، وحزب العمل الشيوعي، والحزب الاشتراكي التروتسكي ” بيرنيل سكيبر: ” أننا اليوم وفي ما سبق، كنا نسعى لإقامة مجتمع اشتراكي حقيقي، في الدنمارك، يتساوى فيه جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، وتتوفر فيه فرص الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين في المجتمع، بما في ذلك الإقتصاد، والتضامن الاجتماعي، مجتمع يضمن الإحتياجات الاساسية للفرد، مثل الطعام والملبس والمسكن، والتعليم المجاني، والصحة وفرص العمل الكاملة والشاملة، حيث من واجبات الدولة، أن تساعد الجميع من دون أن تفرض عليهم، أية شروط قاسية ومجحفة، ويجب على الأغنياء مساعدة الفقراء والضعفاء في المجتمع، كما يجب أن يكون الفارق بين الأغنياء والفقراء اضيق مما هو متصور.
وأنه من غير الممكن، التمتع بالحرية، مادام هناك من يمتلك الثروات الكبيرة والضخمة، في نفس الوقت الذي لا يتمتع فيه الآخرون بأية حرية مالية مستحقة، وعندما تمتلك قلة قلية، من الناس، المعامل والمصانع والشركات التجارية الاحتكارية العملاقة، ولا يستطيع العمال، سوى كسب عيشهم فقط بعرق جبينهم، فإن ذلك مأساة وظلم، لا يمكن أن يغتفر ابدا، وعند ذلك ستكون هناك، عدم مساواة، ومن دون المساواة الاقتصادية، لا توجد هناك، حرية حقيقية وفعلية في المجتمع، ولذلك من أجل خلق المساواة، علينا، أن نتحد ونتضامن بجد واصرار، ضد عدم المساواة في المجتمع”.
تفاوت طبقي في المجتمع:
وفي الدنمارك، يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين الأجيال، فيما يتعلق، حول إذا ما كان هناك، من يعتقد، بأن الاشتراكية، هي الحل، وهي الطريق إلى المستقبل، فقد أظهر إستطلاع للراي، أجراه مركز ” ويلك” لقياسات الرأى فى الدنمارك، في العام 2014، أكد فيه، على أن أكثر من 32 في المئة من الشباب الدنماركيين، يعتقدون، بأن الاشتراكية الواقعية، هي الحل، لانها يمكن ان تضمن لهم حياة أفضل من الرأسمالية، وأنهم يفضلون الاشتراكية، على الرأسمالية الجشعة.
كارل ماركس، والاشتراكية الواقعية:
كان كارل ماركس المفكر الشيوعي الألماني، مؤرخا واقتصاديا وفيلسوفا، وهو يعتبر أكبر مفكر للاشتراكية العالمية، وكان قد شارك في الثورة الألمانية، التي تفجرت في العام 1848، حيث كانت الثورة، المطلبية، قد رفعت شعار تحسين ظروف الفقراء والضعفاء والمسحوقين، في المجتمع الالماني، وجميع المجتمعات الغنية، وطالب في البيان الشيوعي، الشهير ” يا عمال العالم اتحدوا ” وعندما فشلت الثورة بحكم ضروف ذلك الزمن، أضطر كارل ماركس، إلى الفرار من برلين إلى لندن، وقاد من هناك الثورة، المضادة، حيث كان يتطلع إلى تاسيس نظام اجتماعي حقيقي، يحمي ويصون حقوق الفقراء والضعفاء والمسحوقين، ويوفر لهم العيش الرغيد والحياة الكريمة والسعيدة، في اوطان تكون خالية من الاضطهاد والاستبداد والعسف العام، ومن جشع الأثرياء وكبرياءهم، وغرورهم، واستغلالهم لجميع الطبقات الفقيرة والمسحوقة.
ولكن منذ العام 1990، كان الأتحاد السوفياتي، ودول أوروبا الشرقية، المنضوية تحت لواء ” المعسكر الاشتراكي ” يعتمدون على الإيديولوجية، الاشتراكية في دولهم، ويطالبون باحقاق العدل والإنصاف والرفاهية المطلقة لشعوبهم، ولكن بعد الثورات، التي رعتها ودعمتها وحرضت على الإطاحة بها، قوى الامبريالية العالمية، لم يبقى سوى القليل من هده الدول، التي تتمسك بأصول الإيديولوجية الاشتراكية الماركسية، مثل الصين، وكوريا الشمالية، وكوبا، ومع ذلك فأن الصين، في خلال السنوات الأخيرة، ظلت تبتعد رويدا رويدا، وبخطوات سريعة عن تأثير الاشتراكية الواقعية والفعلية.
حزب اللائحة الموحدة اليساري الدنماركي، يتمسك بالإيديولوجية الماركسية الاشتراكية الواقعية:
يهدف حزب اللائحة الموحدة في الدنمارك، في نضالاته المستمرة، إلى بناء مجتمع متضامن، واشتراكي حقيقي، و الدفاع عن قضايا الطبقة العاملة والفقراء والضعفاء في المجتمع الدنماركي، وتوفير كافة الضمانات الضروية والملحة الأزمة لجميع الطبقات الاجتماعية الفقيرة والمسحوقة في المجتمع، وخلق حياة الاشتراكية الكاملة والشاملة لجميع افراد المجتمع، والغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وفرض الضرائب العالية على الاثرياء والاغنياء، والشركات الاحتكارية العملاقة الخاصة، وتخفيض الضرائب على الفقراء، وتقويض فرص نسب التفاوت الطبقي في المجتمع، إلى أقصى
درجات ممكنة، على أسس المثل والمبادئ والاهداف، الاشتراكية الواقعية، والتضامن الإجتماعي ، و قضايا البيئة، ودعم ومساندة جميع الطبقات الفقيرة والمسحوقة، في المجتمع.
هاني الريس