عيد الشهداء في البحرين .. ذكرى وطنية تخلدها الأجيال في كل عام
“ رحم الله شهداء البحرين الأبرار، الذين سقطوا في ساحات النضال الوطني دفاعا عن الحريات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان و السيادة الوطنية والاستقلال، وحشرهم مع الشهداء والصديقين في أعلى عليين”.
في 17 كانون الأول/ ديسمبر، من كل عام تحتفل المعارضة الوطنية والإسلامية وقوى التغيير في البحرين، وعموم أفراد الشعب، بذكرى عيد الشهداء، الأبطال الذين سطروا تاريخ المقاومة المدنية، ضد سياسات النظام الخليفي الخاطئة والطائشة والقمعية، وسقطوا في ساحات النضال الوطني في حقبة سنوات الانتفاضة الدستورية في التسعينات من القرن الماضي وما قبلها، بوابل من رصاص قوات النظام الخليفي خلال الاحتجاجات السلمية المطالبة بالتغيير الحقيقي الجوهري في البلاد .
مرت عدة عقود من الوقت، ولايزال الشعب، الذي عانى الأمرين من فرض الرقابة الأمنية وقهر الإرادة الشعبية و انتهاكات حقوق الإنسان، متمسكا بمواقفه المبدئية تجاه جميع من قدموا التضحيات الجسام في سبيل القضية الوطنية وشعب البحرين، ويتذكر تضحياتهم كل عام، ويقيم لهم المهرجانات والاحتفالات والندوات، ويشيد ببطولاتهم وتضحياتهم في مختلف الساحات وفي المحافل الوطنية والدولية .
شهداء ابرار، تطوعوا من أجل خدمة القضية الوطنية والشعب المسحوق، وقدموا أرواحهم قرابين لهذا الوطن، من أجل نهضته وتقدمه وازدهاره، واستقلاله وسيادته، وليرسموا لوحة مشرقة لجروح المعاناة والكوارث التي عاشها شعب البحرين على امتداد عقود، بسبب اصرار النظام الخليفي القمعي، على كسر إرادة المجتمع و حرمانه من كافة حقوقه المدنية و الحريات .
من جميع مدن وقرى البحرين واريافها، من منامة عبدالرحمن الباكر، إلى بني جمرة الشيخ عبدالامير الجمري، إلى دراز الأحرار وسترة المقاتلة الصامدة، ونويدرات سرحان وعيسى قمبر، ومناطق غرب الصمود، وإلى حد عبدالرحمن النعيمي، ومحرق محمد بو نفور، تشاهد هناك قوافل بشرية تحمل شعارات تكريم شهداء الوطن والشعب، وتندد بالجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام الخليفي في حق الشعب وحق البلاد .
كانت الديمقراطيه والحرية وحقوق الإنسان، حلم كل مواطن بحريني، من جميع طوائف المجتمع، لكن للأسف الشديد أن ذلك الحلم لم يكن ليراود بالمطلق النظام الخليفي القمعي، سواء في حقبة سنوات احتلاله للبلاد، أو بعد قيام مملكته الحالية المشؤومة، فبدلا من نشر الديمقراطية و الحريات وحقوق الإنسان، يمارس هذا النظام مختلف صنوف القهر والحرمان والعسف العام، ويطلق الرصاص على المحتجين المسالمين في التظاهرات والاعتصامات، وينصب أعواد المشانق لقطع رؤوس المواطنين الشرفاء المناهضين لسياساته الاستبدادية والقمعية، و يشيد العديد من مراكز التعذيب، و السجون التي تحكم الخناق على النشطاء السياسيين والحقوقيين ورجال الدين و كوادر وقواعد الحركة الشعبية المطلبية، ويتعامل بقسوة ضد شعب اعزل معتدل ومتسامح .
تحية اكبار واجلال لجميع الشهداء الأبرار، الذين قدموا التضحيات في سبيل الوطن والشعب، وغفر الله لهم واسكن أرواحهم الطاهرة فسيح جناته مع الخالدين والابرار .
هاني الريس
21 ديسمبر 2024