المجتمعات الموازية في الدنمارك..غربة الثقافة والوعي

وزيرة الهجرة والاندماج والتكامل الدنماركية السابقة انغر ستوبيرغ، تتحدث عن مواجهة عنصرية، حدثت معها في منطقة ” نوريبرو ” التي تقطنها غالبية سكانية من المهاجرين واللاجئين في الدنمارك.

في حديث موسع، حول التحديات الكبيرة، التي تواجه المستقبل الغامض للاطفال والشباب، الذين ينتمون إلى الأقليات القومية والاثنية في الدنمارك، بسبب فوضى المجتمعات الموازية” الغيتوات ” وتوجهاتها المستمرة، نحو نشر ثقافة الأحقاد الدفينة، وأفكار الكراهية ضد الآخر، في مجتمع متسامح مثل الدنمارك، وكانت قد نشرت جوانب مهمة منه، على صفحتها الرسمية في ” الفيس بوك ” واستطاعت أن تعيد نشره بعد ذلك الصحافة الدنماركية، قالت: وزيرة الهجرة والاندماج والتكامل الدنماركية السابقة انغر ستوبيرغ، و هي النائبة الحالية لرئيس حزب اليسار الليبرالي المعارض في الدنمارك: ” تبقى مشكلة الأقليات القومية والاثنية في الدنمارك، أحدى أبرز المشاكل الاجتماعية الصعبة، التي تعاني منها الدنمارك، خصوصا في جانبها النظامي والاجتماعي والسلوكي والأخلاقي، بسبب كل ما يمكن أن تخلفه هذه القضية الحساسة، من ردود أفعال مضادة وربما قد تؤثر بشكل كبير، على واقع الاندماج الحقيقي والفعلي، وسبل التعايش السلمي في المجتمع.

وجاء في الحديث: ” إنه ربما لسنوات عديدة، كان لأحد الأشخاص من المهاجرين اواللاجئين في الدنمارك، اعتقاد سادج، بأنه إذا لم يستطيع مهاجروا الجيل الأول من الاندماج الطبيعي، فإنه من المحتمل، أن يستطيع الجيل الثاني، أو الجيل الثالث، أن يشرع في دمجهم، ولكن ذلك كان بمثابة توقع خاطئ، ولن يرقى إلى الصواب، حيث استطيع الجزم والتأكيد، أن العديد من أحياء المهاجرين واللاجئين في الدنمارك، تريد تكريس وتعزيز الثقافة المضادة للدنمارك، وهذا هو بالضبط السبب الرئيسي، الذي يجعلنا أن نكافح مجدد من أجل تغيير الصورة النمطية المناهضة للثقافة الدنماركية الأصيلة، وذات الجدور التاريخية، القائمة على مبداء التعايش المجتمي السلمي والتسامح والصبر، ومناهضة فكر التشدد والتعصب والكراهية.

وفي الشهور الأخيرة، التي سبقت، خسارة حزب اليسار الليبرالي وتكتله الازرق اليميني في الانتخابات التشريعية الأخيرة للعام 2019 ، وصعود معسكر اليسار الأحمر بقيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى السلطة، زارت وزيرة الهجرة والاندماج والتكامل الدنماركية السابقة، انغر ستوبيرغ، مناطق عديدة للأحياء التي تقطنها عوائل كثيرة، من المهاجرين واللاجئين، ومنها منطقة نوريبرو، ذات الكثافة السكانية العالية من هؤولاء، وذلك على متن دراجة هوائية، وتحت حراسة بوليسية مشددة، لمعرفة الأحوال الاجتماعية، المعاشة هناك، وكانت النتيجة صدمة موجعة بالنسبة لها، حيث أنها عندما كانت تسترسل الحديث الودي، مع طفل يانع، من ذوي الأصول المهاجرة، المقيمين في المنطقة، سمعت صوتا مجلجلا، ينطلق من لسان احد الاشخاص المتواجدين هناك، يدعوا الطفل، إلى عدم الحديث معها، تحت ذريعة أنها امراة ” عنصرية وتكره التواجد الأجنبي في الدنمارك ” حيث كان المتحدث، يقول للطفل” لا تنظر ولا تتحدث إلى شخص يكرهك “.وبحسب، وزيرة للهجرة والاندماج والتكامل الدنماركية السابقة، أن هذا التصرف كان ينمو عن جهل، وربما عن أحقاد دفينة ظلت تخالج وعي من يكرهون ثقافة الديمقراطية الواقعية، والتسامح والتآخي، التي اشتهرت بها الدنمارك، عبر تاريخ طويل من الزمن، ويتنكرون لضيافة المجتمع الدنماركي لهم، وسهره على راحتهم، وتقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية لهم، ومنحهم الإقامة الدائمة والجنسية الوطنية، والأمان والاستقرار، بعد أن كانوا في أوطانهم الأصلية يعيشون مر العذاب والاضطهاد، كما أن ذلك يعتبر كمثال مخيف على انفتاح الشباب والاطفال، على كل أنواع التحامل، التي ظل ينتهجها الأشخاص البالغون، الذين لديهم رؤية، مخالفة ومعادية لنهج الثقافة الدنماركية الأصيلة.

وما حدث في منطقة ” نوريبرو ” تجاه وزيرة الهجرة والاندماج والتكامل الدنماركية السابقة انغر ستوبيرغ ، هو يعتبر بمثابة دليل قاطع واكيد، على أن التجمعات الموازية في الدنمارك، لا تزال غير يقضة في هذا الشأن ، وغير مستعدة، لتقبل ثقافات الغير، ولم تتحمل بعد مسؤولية تغيير واقعها إلى الافضل، ولم تحترم أصول الضيافة، ولم تقدر الجهود الكبيرة والمضنية، التي بدلتها ومازالت تبدلها الدولة الدنماركية، من أجل رفاهية وسعادة ابنائها جميعا، بما في ذلك اقوام المهاجرين واللاجئين.

وبحسب، انغر ستوبيرغ، أن ما حدث معها في تلك المنطقة، المسكونة بفوضى الاجانب، المغتربين هو مثال ساطع، على كيفية ازدهار ثقافة المجتمعات الموازية في الدنمارك، وأنه ربما يكون الإسلام هو ايضا، سببا واضحا لعدم انهيار تلك المجتمعات الموازية، حيث ترى، أن الثقافة المضادة تسود، في كافة المناطق، التي تتغدى بثقافات الشرق الأوسط، وأن الإسلام، يبقى بمثابة القوة المحركة لتلك التوجهات، وأنه عندما ” تسيطر آيات القرآن، والسطوة الاجتماعية، والطبقية الأبوية على الشباب والفتيات الصغار، فإن ذلك بالتأكيد يخلق مجتمعات موازية في البلاد، ويثير النعرات الطائفية والمذهبية، والحقد الأعمى تجاه تجاه الطرف المختلف.

وفي العام 2018 عندما كانت، انغر ستوبيرغ، وزيرة للهجرة والاندماج والتكامل، في حكومة لارس لوكة راسموسن، تبنت خطة ” غيتو ” شاملة لمعالجة أوضاع المجتمعات الموازية في الدنمارك، ولكنها للأسف الشديد، لم يتحقق منها حتى الآن، اي شيء إيجابي على أرض الواقع.

هاني الريس

Loading