عام على حرب غزة .. مفهوم الغطرسة الصهيونية لم ينجح ابدا في فلسطين

في فجر السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أعلن قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) الإسلامية، محمد الضيف، عن تسلل نخبة من المقاومون الفلسطينيون الشجعان، إلى مستوطنات غلاف غزة عبر السياج الحدودي للكيان الصهيوني، في ما اعتبر أكبر هجوم مسلح على قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة عقود، مستهدفا عدة مواقع عسكرية  و مراكز أمنية، و مطارات و منشآت استخباراتية، ومن اهمها قاعدة ناحال عوز، بحوالي 5 آلاف صاروخ وقديفة، و تم خلالها قتل أكثر من 60 جنديا اسرائيليا، واسر اعداد هائلة من المواطنين الصهاينة كرهائن في هذه العملية الباسلة والشجاعة، والتي هي تعتبر من أكثر الأيام دموية في تاريخ الكيان الصهيوني .

 و لم تمضي سوى لحظات قصيرة جدا على هجوم حركة حماس، المزلزل والمباغت جدا، الذي حمل عنوان  (طوفان الأقصى) و هز كيان الاحتلال الصهيوني برمته، و التي ترددت اصدائه بقوة في جميع أنحاء العالم، حتى قامت إلدولة العبرية بالرد عليه بالعنف الشديد، و الوحشية المفرطة، وذلك من أجل وضع حد له، بحسب تعبير القادة العسكريين الصهاينة، و شنت بعده حرب ضروس من دون أي هواذة شملت جميع اراضي و نواحي القطاع، من خلال استخدام الغارات المكثفة بالصواريخ و الطيران الحربي والدبابات والمجنزرات و جميع الاليات العسكرية والأدوات الاستخبارية المتاحة لها، وقام جنودها و ضباطها الجبناء بمجازر مهولة يندى لها الجبين بحق المواطنين الغزاويين الامنين، و تدمير منهجي للمنازل والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الخاصة، و العامة، ومقار كثيرة لحركة حماس، و تشريد الناس و تهجيرهم في العراء، تحت سمع وبصر العالم برمته، الذي التزم بغالبيته للأسف الشديد الصمت على تلك المجاز الوحشية الضاربة و الكاسرة،  و التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، متحدية بذلك جميع استغاثات المنكوبين، و نداءات و مناشدات الشعوب الحرة بوقف الاعتداءات العسكرية و الامنية الغاشمة  و حملات القمع المتكررة يوميا، و نزيف الدماء والدمار الهائل،  و متناسية في نفس الوقت و إلى حد كبير، أن ما يقاتل المقاومون الفلسطينيون من أجله هو الدفاع عن أرضهم المغتصبة و مقدساتهم و حقوقهم المسلوبة بفرط القوة، و شرفهم واعراضهم و كرامتهم و إيمانهم القوي الذي لا يتزحزح قيد انملة لنصرة القضية الوطنية، و دفاعهم المستميت عن العروبة و الإسلام، ورفضهم القاطع و الصريح لاية تسوية ممكنة او مساومة او اي و ساطة دولية عقيمة، سوى النضال المستمر و الفعال لتدمير الكيان الصهيوني و اقتلاعه من جدوره، و طرد جميع الصهاينة المحتلين من الأرض الفلسطينية الطاهرة و المقدسة، و إعلان الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
و على الرغم من هول المعارك العسكرية الطاحنة و المجاز الدموية الرهيبة والدمار و الخراب الهائل في البنى التحتية لقطاع غزة، الذي ظن خلالها العدو الصهيوني بانه انتصر واحكم الحصار على غزة وكسر شوكة المقاومة الفلسطينية واذلها، فإنه قد واجه صمود عنيد ومقاومة شديدة و شرسة، وتحدي صارخ من قبل المجاهدين و المناضلين الفلسطينيين الشرفاء و الشجعان، انهكت كاهله و وضعته في مازق و افسدت عليه أحلامه في تحقيق النصر المزعوم، الذي ظل يتباهى به أمام شعبه وأمام العالم. فقد اصطف جميع المجاهدين و المناضلين والمواطنين في غزة، في موقف متضامن واحد، و خيمة واحدة و خندق و احد لمواجهة العدوان الغاشم، متجاوزين جميع الخلافات و الانقسامات السياسية و الفكرية والايدلوجية وغيرها، و رافعين شعار (الموت و لا الاستسلام والمذلة والخوف) و ذلك في مواجهة شرسة لمواجهة (الجيش الحديدي الذي لايقهر) بحسب العقيدة الصهيونية، ولم يعد يبقى بعد هذا التكاتف والتعاضد، و الموقف المقاوم الصلب الواحد و الموحد، يستطيع العدو الصهيوني، أن يكسر شوكة المقاومة، التي ضن انها انكسرت و هزمت و دمرت و تم القضاء عليها.

لقد اختلفت معايير الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، اليوم باختلاف الوقت و الزمان والقدرة الجهادية والنضالية المتقدمة و المتطورة والساعية لاحراز النصر الحقيقي و الحتمي لانتزاع الأرض والحقوق المحقة و المشروعة، وبدأ العصر الذي سوف ينهار فيه عرش الكيان الصهيوني، وجيش دفاعه المزعوم، الذي لايقهر، وغطرسته المتعالي حدا، و احتمائه ونجدته بالولايات المتحدة الأمريكية والغرب و غالبية الحكام العرب المتصهينيين الخونة ، الذين لزموا الصمت الخجول والوقح و ظلوا يتفرجون ويغنون على جثث الشهداء الأبرار في غزة، و استغاثات المنكوبين و صراخ وعويل الرجال والنساء و الشباب والأطفال الثكالى، الذين ظلوا يطلبون النجدة من هول الكارثة الدموية الصهيونية الرهيبة، ولا من مستغاث يغيثهم  و ينقدهم ويحررهم سوى اصرار المقاومون البواسل على قوة شجاعتهم صمودهم الثوري، وتحديهم  للالة العسكرية الصهيونية الرهيبة، و الفتاكة .

هاني الريس
7 أكتوبر 2024

Loading