نهوض العنقاء من رمادها .. حزب شيوعي جديد يدخل المسرح السياسي في الدنمارك

مع أن دعوة الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الثوري الدنماركي الصاعد مؤخرا إلى المسرح السياسي في الدنمارك، راسموس جيبنسن، لتأسيس حزب شيوعي ثوري جديد في البلاد، واحياء المفهوم الاصيل للنهج الماركسي اللينيني، التي شابته أخطاء وممارسات عقيمة في ظل الانظمة السياسية الشيوعية التقليدية، قد أزعجت الكثير من اليساريين الكلاسيكيين القدماء في الدنمارك، إلا أن جيل جديد من الشباب الاشتراكيين الثوريين في البلاد، التي تتراوح أعمارهم مابين 20 و 25 سنة، قد رحبوا بدعوته الرامية لتغيير التشابه المتزايد و الملفت بين الاحزاب السياسية الشيوعية الشمولية التقليدية، التي فشلت برمتها في التطبيق والممارسة الواقعية لجميع المفاهيم والاسس العلمية و الموضوعية الشاملة، التي طرحها الفكر الماركسي العظيم بشأن التأخي والتضامن العالمي والمساواة الاجتماعية والمصائر المشتركة بين الأمم، وسعادة البشرية، والقضاء على الامبريالية المتوحشة، التي استمرت على امتداد عقود تمتص جهود الناس وتعبهم، وتستغل ضعفهم وبساطتهم وتحاول أن تدفع بهم دفعا إلى الجحيم .

في 17 آذار/ مارس 2024، اختارت منظمة الاشتراكيين الثوريين في الدنمارك، أن تعيد اظهار نفسها بثوب جديد، تتجاوز به الماضي التقليدي للمسار الاشتراكي الشيوعي، الممارس في عدة بلدان، وذلك تحت مسمى جديد (الحزب الشيوعي الثوري في الدنمارك) حيث اتخذ أكثر من 200 شخص تتراوح أعمارهم مابين 20 و25 سنة، حضروا مؤتمر منظمة الاشتراكيين الثوريين، الذي تزعمه الناطق باسم المنظمة راسموس جيبنسن، قرارا جريئا لمناقشة قضايا مهمة تتعلق بتغيير الافكار الايديولوجية والتوجيهات السياسية للمنظمة، وضرورة تأسيس حزب شيوعي ثوري جديد في الدنمارك، يناضل من أجل الثورة الشيوعية الحقيقية والواقعية، التي يمكن لها أن تدافع بشدة عن احتياجات الناس والطبيعة، في مجتمع متآخي ومتضامن ومتساوي في جميع الحقوق والواجبات، بدلا من المجتمع الذي تم تأسيسه لتحقيق أكبر قدر ممكن من الارباح والهيمنة الرأسمالية المتوحشة .

وفي تصريح شامل للصحفيين، قال المتحدث باسم الحزب، راسموس جيبنسن:”انه وعدد أخر من رفاقة في منظمة الاشتراكيين الديمقراطيين، تفتقت في مخيلتهم فكرة تأسيس حزب شيوعي ثوري جديد في الدنمارك، يناضل من أجل الثورة الشيوعية الشاملة في البلاد وحول العالم، والسعي للعمل على احياء الإرث التاريخي الاصيل للمفهوم الماركسي، الذي شابته أخطاء فادحة وممارسات عقيمة عملت بها الاحزاب والانظمة السياسية الشيوعية الشمولية حول العالم، و اضاف: نحن نفعل ذلك أساسا لاننا نعتقد بأن كافة الممارسات الشيوعية المنحرفة، قد فشلت، وعفا عليها الزمن، ولم تستطيع أن تحقق جميع الاهداف والتطلعات والاماني الرئيسية للشيوعية الواقعية الاصيلة، التي صاغها الفكر والنظرية الماركسية الصحيحة ولذلك فانه من وجهة نظرنا، أن ما قاله كارل ماركس، هو شيء مختلف تماما عن كل ما شاهدناه في البلدان الاشتراكية (الشيوعية) السابقة، التي حكمت شعوبها بدكتاتورية مفرطة، ولهذا السبب عقدنا الأمل على ان نناضل اليوم من أجل تغيير هذا الواقع المريض والمؤلم، ونعمل لأن يكون للمجتمع الدنماركي شكلا أكثر ديمقراطية من الشكل الذي ظل يتخبط فيه .

وبالنسبة للدنمارك، قال المتحدث باسم الحزب، راسموس جيبسن:”نحن نجزم بالفعل انه ليس للدنمارك سيادتها الخاصة فهي تتبع التوجهات والاهواء والمشيئة الغربية والامريكية، وأن ديمقراطيتها هي مجرد محاكاة ساخرة للديمقراطية الحقيقية، والذي يجري تطبيقها على أرض الواقع بشكل خاطئ .

ويضيف، راسموس جيبسن:”نحن نؤمن بالتغيير الجذري، وبقيام الثورة الشيوعية المنشودة في الدنمارك، من أجل تغيير المجتمع إلى شيء أفضل، وأن يكون باستطاعة غالبية أفراد المجتمع العيش في ظل مجتمع متكاتف ومتضامن ومزدهر ومستقل عن التأثيرات الخارجية، وأن علينا واحب القيام بمساعدة الناس الضعفاء والفقراء في الدنمارك، والعمل على منع الاحتكار البشع للتجارة والاقتصاد، وتأميم الشركات الاحتكارية الكبرى في البلاد، لكي تصبح سهلة وديمقراطية، لان الافراد وليس الجماعات هم اليوم من يديرون هذه الشركات على الرغم من ان عواقبها وخيمة على المجتمع، والافراد هم وحدهم فقط من يكسبون اموالا كثيرة من هذه الشركات، وليس غالبية المجتمع الذين يكابدون من أجل توفير قوت يومهم، ولذلك فان حزبنا يدعوا لعلاج هذه الظاهرة بالثورة الشيوعية الثورية السلمية، وبحيث يبدا السكان في السيطرة على الشركات الكبرى وتاميمها بأنفسهم واقامة هيئاتهم ونقاباتهم الديمقراطية الخاصة، سواء داخل الشركات الفردية، أو الجماعية في الدنمارك”. وبالاضافة لذلك فان الحزب سوف يعمل على معالجة المشاكل المتعلقة بالحروب وتغيير المناخ وازمة الصحة العقلية والرعاية الاجتماعية الشاملة .

هاني الريس
22 يوليو 2024

Loading