عنصرية داخل البرلمان الدنماركي ضد نائب ” من ذوي الإعاقة الجسدية ” يجب أن يفتخر به شعب الدنمارك برمته

يستكثرون عليه دقيقة من الصعود بكرسيه المتحرك إلى منبر الخطابة في قاعة البرلمان..

كريستيان هيجارد، هو أول نائب برلماني دنماركي، يتحدي اعاقته الجسدية، ويجلس على كرسي متحرك، عندما يريد أن يعتلي منبر الخطابة في قاعات البرلمان الدنماركي، وبسبب هذه الإعاقة، خصص له البرلمان طريق سهل للصعود على المنبر.

ولكن في الفترة الأخيرة، تعرض الرجل، إلى ” ثورة غضب مؤلمة وفضيعة “، من قبل أحد زملائه البرلمانيين، الذين يمثلون حزب الشعب الدنماركي الشعبوي، ” لم تكشف المصادر البرلمانية عن اسمه ” عندما ذهب له عنوة، في مكتبه في داخل الدنمارك، ونهره بصوت مرتفع، سمعه الاخرين، حيث قال أنه يسرق وقتا من أوقات النواب الآخرين، باستخدامه المصد المتحرك لوقت كثير.

يتكون هذا المصعد من درج يمكن طيه في المصعد، وعندما يرفع المصعد الراكب، الى الدرجات التالية، لا يمكن للاخرين استخدام هذا الدرج.

وبحسب، كريستيان هيجارد، فان الأمر لا يستغرق سوى دقيقة ونصف الدقيه من الوقت، وهم يحسدونه عليها فيا للعجب.

وقال كريستيان هيجارد، في تصريح لجريدة( B.T ) الدنماركية اليومية، أنه عندما كان جالسا في مكتبه بالبرلمان، جاء إليه عنوة زميل برلماني اخر، وصاح في وجهه بصوت مرتفع، ليقول له أنه يضيع وقته وأوقات الآخرين، بصعوده وهبوطه، من منبر الخطابة، في البرلمان، عبر هذا المصعد.

ويضيف، لقد شعرت بصدمة موجعة في القلب، من هذا التعامل المؤسف، من زميل يعمل معي في البرلمان، وفي حينها تشاجرت معه، وبصوت عال، قبالة باب المكتب، حيث سمع الآخرين الشجار.

وتابع، شعرت كثيرا بالإحباط، من هذا الموقف المؤلم حقا، كما أنني شعرت في نفس الوقت، بأن هذا التصرف، كان بمثابة محاولة شخصية متعمدة لاحباطي، وكان علي حينها أن افكر في هذا الأمر، لأن العديد من أمثال هذا الشخص، لديهم مثل هذا التصرف.

وأنا كسياسي من ذوي الإعاقة الجسدية، من واجبي تجاه من انتخبني من أفراد الشعب، ان أعمل واكافح من أجل أن يتمكن الآخرين، مثلي من ذوي الإعاقة الجسدية، من العمل على قدم المساواة مع الأشخاص العاديين ويقومون بنفس الأعمال، التي يستخدمونها في حياتهم العادية.

رسائل بغيضة:

و منذ أن انتخب كريستيان هيجارد، عضوا في البرلمان الدنماركي، عن حزب الراديكال_ يسار الوسط، الداعم لقضايا البسطاء والضعفاء في المجتمع الدنماركي، في صيف العام 2019، تكاثرت عليه رسائل الأشخاص، المنتقدين والكارهين والحاقدين، بسبب حالته الجسدية.
وفي إحدى هذه الرسائل البغيضة، علق شخص، على مشاركة، النائب، كريستيان هيجارد، بأنه شخص، من ذوي الإعاقة الجسدية، ولا يصلح أن يكون نائبا برلمانيا في الدنمارك، وقال: ” هل الأشخاص من ذوي الإعاقة الجسدية، هم حقا يمثلون، الشعب الدنماركي ؟ وهل تستحق الدنمارك أن يقودها مثل هؤولاء الأشخاص؟ “

من هو المعاق الحقيقي ؟

يرد النائب البرلماني الشجاع والمقدام، كريستيان هيجارد، على أمثال ذلك الشخص الحاقد، بالقول: ” إن أمثال ذلك الشخص، هم أنفسهم معاقين، فكريا وعقليا، ولا يستحقون الافتخار بهم كمواطنين شرفاء في المجتمع الدنماركي، وانهم في الحقيقة يعانون من عقدة النفس، ومن عقدة التعاطف الإنساني والأخلاقي، وأن اعاقتهم هي أكثر بكثير من أي شخص سوي، وهذا هو أكبر عار على هؤولاء أن يحتقروا من ابلتى باي مرض.

ويتساءل النائب، كريستيان هيجارد، كيف يحق لامثال هؤولاء الاشخاص، ان يرسلوا رسائل بغيضة للآخرين، وتحمل في طياتها مشاعر الحقد والكراهية المطلقة، ويضطلع عليها أكثر من 95 في المئة من الشعب الدنماركي، البالغ خمسة ملايين و 700 ألف نسمة تقريبا، ولم تهتز له حتى شعرة واحدة من مشاعره الإنسانية والأخلاقية؟.

Loading