لقاء الصدفة في أكسفورد مع سميرة رجب
في لقاء حواري موسع (27 آب/ أغسطس 2005) نظمه مشروع دراسات الديمقراطية في الوطن العربي، وهو بمثابة منبر مفتوح تلتقي حوله النخب السياسية والحقوقية والباحثين العرب من مختلف الاقطار العربية في كل عام. تأسس هذا المشروع في العام 1991 وهو متخصص في العمل على تطوير مفاهيم الحريات الديمقراطية في الوطن العربي، وذلك تحت إشراف الدكتور علي خليفة الكواري، والدكتور رغيد الصلح، ويعقد خلال شهر آب/ أغسطس من كل عام، في إحدى قاعات جامعة أكسفورد البريطانية.
كان المشاركون من البحرين، الدكتور سعيد الشهابي، والاستاذ حسن مشيمع، وعلي قاسم ربيعة، والدكتور عبدالهادي خلف، والدكتور علي محمد فخرو، وابراهيم شريف السيد، وعبد النبي العكري، وأنا (هاني الريس)، وبصحبة عدد من السياسيين والمفكرين والمثقفين العرب، من بينهم الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، والمفكر اللبناني رغيد الصلح، والباحث والمفكر اللبناني يوسف الشويري، والدكتور بومدين بوزيد الاستاذ المحاضر في جامعة وهران الجزائرية، والدكتور عبدالحسين شعبان، رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان ـ فرع لندن، والمحامي العراقي صباح المختار، رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا، ومحمد السيد سعيد، الباحث والقيادي في حركة كفاية المصرية، وباقر ابراهيم الموسوي (أبو خولة) عضو المكتب السياسي السابق في الحزب الشيوعي العراقي، والكاتب الصحفي العراقي الدكتور كاظم الموسوي، والمفكر العربي خير الدين حسيب المدير العام لمركز دراسات الوحدة العربية في بيروت والباحث والصحفي اللبناني حنا زيادة.
التقيت عن طريق الصدفة في هذا الملتقى، بالصحفية البحرينية، سميرة رجب (وزيرة الدولة لشؤون الاعلام في البحرين سابقا) وقد عرفني بها الصديق الدكتور كاظم الموسوي، قال هل تعرفت على السيدة سميرة رجب، هذه صحفية من البحرين. صافحتها بشكل ودي، وبعد أن عرفني بها تبادلت معها التحية، وبعد أن عرفتها بنفسي، وبصفتي كناشط سياسي بحريني، مقيم في الخارج، قالت تشرفت بمعرفتك ونأمل أن نلتقي.
وعلى مدى أكثر من 4 ساعات من النقاش خلال الجلسة الصباحية التي أدارها يوسف الشويري، ومن بعده في الجلسة المسائية التى أدارها الدكتور عبدالحسين شعبان، كانت سميرة رجب، تشارك في العديد من المداخلات حول أوضاع البحرين والمنطقة، ولم تتوقف لحظة واحدة عن مهاجمة قوى المعارضة البحرينية، وتسفيه نضالاتها الوطنية، وظلت تلصق بها دائما تهمة الصفوية، وتدعي بأن جميع فصائل المعارضة البحرينية سواء في الداخل أو الخارج، تحاول أن تعرقل مشروع الاصلاح الجديد في البحرين، وتعمل على تشويه أهداف وتطلعات هذا المشروع بشتى الطرق والوسائل الملتوية و “الخبيثة”، وذلك من خلال تلقيها المشاريع السياسية المستوردة من الخارج، وبخاصة المشاريع المعلبة من جانب القيادة الايرانية، التي تريد (أن تفرض على بلادنا صورة المستقبل). وكان المعارضون البحرينيون في نفس الوقت، يفندون إدعاءاتها واتهاماتها المزعومة بالحقائق المطلقة والبراهين، التي تكشف المشاريع الخاطئة والنهج الاستبدادي القمعي، التي تمارسه السلطة البحرينية ضد المطالبين بالحريات المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان .
وخلال فترة الاستراحة، دعاني الصديق الدكتور كاظم الموسوي، لتناول وجبة غداء في احد المطاعم الشعبية في وسط تلك المدينة التاريخية العريقة، وذلك بصحبة رفيقه، باقر ابراهيم (أبو خولة عضو المكتب السياسي السابق في الحزب الشيوعي العراقي، وبمعية زميلتهم سميرة رجب، وهناك دار حديث جدلي وساخن، بيني وبين الاخيرة، حول مجمل التطورات في البحرين، والخطط والمشاريع الخاطئة والطائشة التي تمارسها السلطة البحرينية في حق الدولة والمجتمع، وكانت هي دائما غاضبة في حديثها على جميع قوى وحركات المعارضة البحرينية، وتتهم شيعة البحرين بالصفويين الذين يخونون وطنهم ويرتمون في أحضان القيادة الصفوية الايرانية ويحاولون بشتى الطرق أن يعرقلوا مشروع الإصلاح الذي أراد به حاكم البلاد النهوض بالدولة والمجتمع.
كنت دائما أرد على اتهاماتها بالقول أن شعب البحرين شعب عربي أصيل ولن يقبل أن ينتمي إلى هوية أخرى غير الهوية العربية، وأن الاسرة الخليفية الحاكمة التي مازالت تعيش تحت وطأة موروث الغزو، هي وحدها فقط، من يحاول أن يزرع الشقاق والنفاق بين أبناء الوطن الواحد الموحد، وأن سفينة الاصلاح المزعومة التي تتحدثين عنها في البحرين، هي بالتأكيد تبحر اليوم في الطريق الخطأ، وأن ربان تلك السفينة المتهالكة، انقلب على كافة التعهدات التي قطعها على نفسه وأمام المجتمع، وعلى دستور البلاد العقدي للعام 1973 وصار يتصرف بمصير البلاد والعباد بحسب أهوائه ومطامعه وسياساته الفردية وهو ما يشاهده الآن الشعب البحريني الذي حُرم من كافة حقوق المواطنة بسبب هذه الممارسات العبثية والمعوجة التي يمارسها هذا النظام الذي كنتِ تصفي جميع ممارساته بالإنسانية والأخلاقية.
هاني الريس
2 حزيران/ يونيو 2022