في ذكرى ولادة الفيلسوف والعبقري الشيوعي فلاديمير اوليانوف ” لينين “..احلام الأرض، والخبر واعانة الفقير، وتحقيق السلم على الأرض، كلها تبخرت اليوم في زمن السلب، والنهب، وتكديس الثروات من دون وجه حق، وتجويع الناس، وتسعير الحروب العبثية لتركيع الاخر
▪مولد الرجل الجبار والفيلسوف:
ولد فلاديمير اوليانوف، المعروف بلينين، والرجل الجبار والفيلسوف، الذي أسس المذهب السياسي اللينيني، ورفع شعار ” الأرض والخبر، وإطعام الفقير، ونصرة الطبقات الفقيرة والمسحوقة، في كل بقاع الكرة الأرضية، وإحلال السلم والوئام على كوكب الارض ” في 22 نيسان/ أبريل 1870، في مدينة سمبوسك، التي تعرف اليوم بإسم ” اوليانوفسك” في روسيا.
وبعد أن أنهي لينين، دراسته الثانوية، التحق بكلية الحقوق، في جامعة مدينة قازان الروسية، إلا أنه مالبث أن فصلته سلطات الحكم القيصري الدكتاتوري، من الجامعة، بسبب مشاركته في التظاهرات الطلابية العارمة، بعد إعدام القياصرة، شقيقه، الكسندر اوليانوف، واخرين، بتهمة تنظيم محاولة إغتيال القيصر، الكسندر الثالث.
▪النضال السياسي الماركسي وتاليف الكتب الفلسفية:
وبعد عودة لينين، مرة اخرى، إلى مدينة قازان، سارع في الانضمام، إلى إحدى المنظمات الماركسية، المتواجدة بتلك المدينة، وفي العام 1893، غادر قازان، متوجها إلى مدينة بطرسبورغ، حيث بدأ هناك بتأليف عدة كتب فلسفية، حول التأريخ الماركسي، وحركة العمال والفلاحين في روسيا القيصرية، والتي نالت في ذلك الوقت، وما بعده، رواجا واسع النطاق حول العالم الحر.
▪لينين من الإعتقال إلى المنفي القسري:
وبعد ان اعتقلت السلطات القيصرية، لينين، بسبب نشاطه السياسي الماركسي، ومقاومة الحكم القيصري الدكتاتوري، إلى منطقة سيبيريا الروسية، المعروفة بقسوة مناخها البارد الزمهرير، لمدة عام واحد من الزمن، تمكن الرجل هناك، من العمل بحرية للتعرف على العديد من المفكرين والفلاسفة الشيوعيين االاوربيين، ومن بينهم الفيلسوف والمفكر العظيم، كارل ماركس، وأقام مع الحميع علاقات وطيدة، عن طريق المراسلة، واستفاد من خبراتهم وابداعاتهم وتجاربهم في النضال من أجل خدمة الطبقة العاملة والفقراء العمال والفلاحين، المضطهدين من قبل السماسرة والاثرياء وملاك الأراضي المنهوبة.
▪ لينين في المنفى السويسري:
وفي العام 1900 غادر لينين، الأراضي الروسية، إلى سويسرا المحايدة، وبقى هناك لفترة طويلة، استمرت حتى العام 1905، وخلال تلك الفترة، وبسبب نضاله المستميت، في سبيل القضية والوطنية، ومناصرة الضعفاء والمضطهدين حول العالم، تم اختياره كزعيم لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي، الذي كان قد تأسس في في العام 1898 صار بمثابة المعلم والمرشد للطبقات الضعيفة.
▪ النضال الشرس ضد الحكومة القيصرية:
وخلال الثورة الروسية العارمة، ضد النظام القيصري الدكتاتوري، عاد لينين، إلى الوطن، ليشارك في الثورة الكبرى، التي زلزلت اركان كيان العرش القيصري المستبد، والحاكم بقبضة الحديد والنار، ولكنه ما لبث بعد ذلك أن غادر البلاد مرة أخرى الى منفاه في سويسرة، ومن بعدها إلى العاصمة الفرنسية باريس، لكي يواصل نضاله الشرس من هناك ضد حكم القيصر.
▪زعيم الحزب البلشفي المقاوم والثائر:
وبعد الانقسام المؤسف للغاية، الذي شهده حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي، في العام 1916، تزعم فلاديمير لينين، الحزب البلشفي العمالي، الذي قاد النضال لإسقاط الدكتاتورية البشعة، ومع نشوب الحرب العالمية الثانية، التي شنتها النازية الهتلرية الألمانية، والفاشية في ايطاليا، دعا فلاديمير لينين، جميع الشعوب الحرة، إلى تحويل الحرب العالمية هذه، إلى حروب أهلية عارمة ومقدسة، ضد الحكومات الرأسمالية، التي نهبت ثروات الشعوب واذلتها وجوعتها وحرمتها من أبسط حقوق المواطنة المشروعة، سواء في أوروبا، أو في مختلف بقاع العالم.
▪ إنتصار ثورة أكتوبر العظمى في روسيا:
وبعد الإنتصار المهيب لثورة تشرين الأول/ أكتوبر 1917، في روسيا، وسقوط الحكم القيصري الرهيب، تولى، فلاديمير لينين، زمام السلطة السياسية المؤقتة في البلاد، وسار على خطى كافة الشعارات، التي طرحها خلال فترة نضالاته السياسية، من أجل التحرير ودعم الطبقات الفقيرة في المجتمع.
▪محاولة إغتيال العبقري الأسطورة:
وفي العام 1918، تعرض فلاديمير لينين، لمحاولة اغتيال غاشمة، من قبل الشخصية اليمينية المارقة ” فانيا كابلان ” التي كانت في ذلك الوقت، تنتمي، إلى أحد الأحزاب اليمينية المعارضة لفلاديمير لينين، ونظريته الاشتراكية الاممية، الصادقة والمخلصة، واصابته بثلاث رصاصات، استقرت في كتفه، وراتيه، ولكن الموت، لم يدركه، وسرعان ما اخذت محاولة الاغتيال الحقيرة والمخزية، وهموم متابعة شؤون الدولة والمجتمع، نصيبها من اعتلال صحته، فاصيب بالعديد من الجلطات القلبية، التي افقدته القدرة، على النطق، وابتعدت به عن أضواء السياسة، ومن بعدها وفاته في 21 تشرين الثاني/ يناير 1924.
▪ مرور ذكرى مؤلمة في زمن القهر والبطش:
وللأسف الشديد، تمر علينا اليوم، أعظم ذكرى لقائد عظيم وجبار، ومناصر شرس لقضايا العمال والفلاحين، والمضطهدين والمسحوقين في عموم العالم، وأمور الكون برمته قد تغيرت وتبدلت، وضاعت غالبية الشعارات الروحية والإنسانية والاخلاقية، التي ناضل وضحى من اجلها فلاديمير لينين، في مهب الرياح تقريبا، بسبب سيطرة القوى العظمي النافذة في عالم اليوم، والحاقدة على النظرية الاشتراكية المحقة، والمدافعة عن حقوق المضطهدين والمسحوقين، والمتطلعة لتراكم الثروات والامتيازات، في اياديها من دون غيرها في هذا الكون، والعمل على تسعير الحروب الوحشية، وتكريس وتعزير الطائفية والمذهبية والمحسوبيات، وحرمان الناس، حتى من كسرة الخبر، ومحاولات تذمير السلم على الأرض، من خلال الحروب الطائشة والهمجية، وإقامة الاحلاف المركزية الإقليمية والقارية والدولية لمواجهة قوى التحرر الوطنية، أضف إلى ذلك سقوط المعسكر الاشتراكي برمته من خلال مؤامرة امبريالية دولية، حيث كان هذا الحلف في أيامه الذهبية، من اقوى المدافعين الأوفياء عن جميع الشعوب الجائعةوالمقهورة.
لك المجد والخلود يا قائد نضال الطبقات الضعيفة والمحرومة، يا فلاديمير لينين، القائد الفيلسوف العظيم والجبار.
هاني الريس
22 نيسان/ أبريل 2020