غيتس… وآخرون في «خدمة البشرية»
يأمل رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت بيل غيتس، أضخم شركة في العالم لتكنولوجيا المعلومات، أن يخلَّد اسمه في التاريخ كفاعل خير، إضافة إلى مساهماته الفعالة في تطوير حياة البشرية في مجال التقنية الحديثة، بعد أن اتخذ قراراً شجاعاً يؤمِّن بموجبه حياة أفضل للفقراء من خلال ثروته المالية الهائلة التي تقدر بحسب مجلة «فوربز» الأميركية، أكثر من 54 مليار دولار، والذي يودّ توزيعها على المؤسسات والمراكز الإنسانية الخيرية.
وقال غيتس في حديث لصحيفة «صن» البريطانية: «إن ثروته من عائدات منتجات أنظمة التشغيل التي تديرها شبكة مايكروسوفت العملاقة التي تحتل مكانة عالمية، سوف لن توزع كاملة على أطفاله الثلاثة (جينفر، وروي، وفيبي) بل بنسبة ضئيلة، فيما ستأخذ الأعمال الإنسانية الخيرية النسبة الأكبر من ثروته.
ومنذ سنوات عدة، تبرع غيتس وزوجته ميليندا بأكثر من 18 مليار دولار لعلاج أكثر من 260 مليون طفل في بعض البلدان النامية والفقيرة، الأمر الذي ساعد على بقاء أكثر من 6 ملايين من أطفال تلك البلدان على قيد الحياة.
وقد حثت الأمم المتحدة منذ عدة أعوام، كل أغنياء العالم بالتبرع من فوائض ثرواتهم إلى الفقراء وتحسين مستويات حياتهم المعيشية اليومية، ووضعت برامج إنقاذ عديدة في هذا الشأن في مقدمة أولوياتها، ولكن التجاوب مع هذه المطالب لايزال ضئيلاً.
وتقدر المنظمة الدولية، نسبة الفقراء حول العالم بأكثر من مليار إنسان، يعانون من مظاهر الحرمان والفقر المدقع، وكانت جميع المؤتمرات الدولية المعنية بمكافحة الفقر، قد عجزت عن تحقيق الأهداف المرجوة لتخفيف معاناة ملايين الفقراء على مستوى العالم، فيما الإنفاق العالمي على التسلح والأمن ومختلف مظاهر الترف، يحث الخطى بمليارات الدولارات ولا من رادع.
وبالتأكيد، فإن المبادرة الإنسانية الشجاعة، التي أطلقها بيل غيتس، وكذلك مواطنه الملياردير مارك زوكربرج، مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» التي تحدثت وكالات الأنباء الأميركية والدولية مؤخراً عن استعداده للتبرع بنحو 100 مليون دولار، من ثروته التي تقدر بنحو 6.9 مليار دولار، لصالح تحسين مستويات التعليم لطلاب جامعات ولاية نيويورك الأميركية، والممثل والمخرج السينمائي الأميركي شون بن، الذي كرمته هوليوود مؤخراً على أعماله الإنسانية، التي أنقذت أرواح الكثيرين من أبناء هايتي، التي عصفت بها كارثة طبيعية مدمرة في العام الجاري، قدرت ضحاياها بـ 3 ملايين قتيل ومصاب ومفقود، وهنري غرويس (الأب بيار) المناضل من أجل فقراء فرنسا والعالم، الذي عاش في ظل عائلة برجوازية تمرد عليها، وظل يهب ثروته ويمنح المساعدات الخيرية الإنسانية إلى البؤساء، قبل أن يفارق الحياة عن عمر ناهز 94 عاماً، وغيرهم من الأثرياء الذين ما برحوا يساهمون بالكثير من ثرواتهم في أعمال الخير، في وقت عزت فيه النخوة والإنسانية، ويتعسر على الكثير من الأغنياء تقديم المساعدة المالية، سوف يحيون في نفوس الفقراء، بريق الأمل بأن الدنيا مازالت بألف خير، من خلال ما يقدمه مثل هؤلاء الأشخاص من مساعدات تحمل مختلف المعاني الإنسانية والأخلاقية والأعمال الجليلة إلى البشرية.