اللاجئون الدائمون… و«طعم الحياة المر»
بمناسبة انعقاد اللقاء السنوي لمفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة، أعلن المفوض الأعلى لشئون اللاجئين في المنظمة الدولية، أنتونيو غوتريس، بأن النزاعات المسلحة المتواصلة بعمق في السنوات الأخيرة حول العالم، أوجدت أعداداً هائلة من اللاجئين الجدد الذين أخذوا يبحثون بشغف شديد، عن سبل العيش الكريم في المناطق التي يسودها الأمن والاستقرار، وتأمين الحياة والمستقبل.
وقال في إشارة واضحة وصريحة، إلى الحكومات التي مازالت تتجاهل أوضاع اللاجئين وصعوبات حياتهم في المنافي القسرية، إن مخاطر عديدة تهدد الآن مصير ملايين اللاجئين في معسكرات اللجوء وتصعب عليهم العودة إلى بلدانهم، بسبب استمرار الحروب والنزاعات المسلحة وعدم اكتراث بعض الانظمة السياسية الحاكمة بعودة أبنائها من مختلف المنافي القسرية.
وبحسب مفوضية اللاجئين، فإن هناك أكثر من 250 ألف لاجئ حول العالم، تمكنوا منذ العام 2009، بالعودة إلى أوطانهم الأصلية رغم وجود بعض الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية القهرية، أي ما يعادل ربع المعدل السنوي خلال 10 سنوات مضت.
وبسبب تزايد النزاعات المسلحة والحروب وعجز المجتمع الدولي عن تحقيق السلام والأمن والاستقرار، في مختلف مناطق التوتر وبخاصة في آسيا وإفريقيا، جعل الأمر أكثر صعوبة في إيجاد الحلول الناجعة لكبح جماح الموجات المتنامية من النازحين واللاجئين الباحثين عن الاستقرار والمكان الآمن.
وتقدر المفوضية، عدد النازحين من الصوماليين في ديارهم، بنحو 1.5 مليون إنسان، واللاجئين خارج الديار بنحو 678 ألف إنسان خلال العام 2009، عاد منهم في العام نفسه 62 مواطناً، مقارنة بالعام 2001 الذي شهد عودة 51 ألف إنسان إلى الوطن، ما يعني أن هناك مخاطر كبيرة تقلق العائدين وتهدد مصير حياتهم بحدوث الأسوأ.
أما اللاجئون الأفغان، وعلى رغم ادعاءات الحكومة الأفغانية، باستتباب الأمن في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها وسيطرة قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإنه لايزال هناك أكثر من 1.8 مليون مواطن أفغاني ضاقت بهم سبل العيش في مدن وقرى باكستان، وقرابة مليون مواطن يعيشون في مخيمات اللجوء في جمهورية إيران الإسلامية، إضافة إلى 69 دولة حول العالم لأسباب إنسانية قهرية، عاد منهم قرابة 5 ملايين مواطن بشكل طوعي منذ العام 2001، ولايزال الآخرون يكابدون من أجل تحقيق حلم العودة إلى الوطن.
وبالنسبة إلى اللاجئين الفلسطينيين، فإن هناك ما يزيد على 4.9 ملايين إنسان فلسطيني يعيشون في المنافي القسرية، من دون إيجاد أية حلول موجبة لإعادتهم إلى الديار.
وهناك قرابة مليون ونصف المليون لاجئ عراقي في سورية ونصف مليون في الأردن هاربين من جحيم الأوضاع الأمنية في بلادهم، لاتزال تنقطع بهم سبل العودة إلى العراق، نتيجة استمرار الأحداث العاصفة بالأرض والكيان السياسي، وهم يعانون من جنون البطالة ومن قسوة الحياة المعيشية المؤلمة اليومية.
ومن هنا صار يتوجب على جميع حكومات العالم المتقدمة والنامية والفقيرة على حد سواء، عدم تناسي قضايا اللاجئين والمبعدين قسراً من ديارهم بسبب النزاعات المسلحة أو السياسات الاستبدادية القمعية، في غمار السعي المحموم على سباق التسلح ومختلف أدوات القمع المخيفة والمحرمة دولياً، التي تحاول من خلالها سحق المواطنين المطالبين بالحريات والعيش الكريم في ديارهم