البرازيل… من «لولا» إلى «ديلما»
عندما اختار الرئيس البرازيلي السابق لويس أناسيو لولا داسيلفيا (لولا)، الرجل الذي أصبح بمثابة «الأسطورة» بالنسبة للبرازيل، الرئيسة الجديدة ديلما ، التي تنتمي إلى عائلة بلغارية مهاجرة، لتكون خليفته لحكم البرازيل فترة أربع سنوات قادمة، صفق ملايين الفقراء والبؤساء في عموم البلاد، وشكروا الرئيس لولا، على المكافأة التي قدمها لواحدة من أبرز النساء، المناضلات في صفوف الحركة الثورية المسلحة، التي قادت النضال ضد نظام التعسف والاستبداد في البرازيل، من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لأن تتسلم راية القيادة وتمضي بها كما وعدت هي نفسها في مستهل ترشحها للانتخابات، إلى صناعة عصر جديد ونموذجي للبلاد، يجتث مختلف مظاهر التعاسة والفقر، ويحقق المساواة والعدالة الاجتماعية والحرية والسلم الأهلي، ويضع البرازيل في مصاف الدول الأكثر قوة في كافة ميادين التجارة والسياسة والاقتصاد.
إن غالبية البرازيليين بما فيهم بعض المناوئين للحكم، يؤكدون على أن هذه المرأة المناضلة ذات الـ 63 عاماً التي ظل يصفها البعض بأنها «جان دارك البرازيل» والوزيرة المتألقة، وإنها تمتلك مختلف مؤهلات القيادة، وتجيد التعامل مع المتغيرات المحلية والدولية الجديدة، ويمكن لها بالتالي أن تقود مسيرة البناء والتطور، في السنوات الأربع القادمة، بنفس القوة والصلابة التي اشتهرت بها على مدى سنوات طويلة من النضال في صفوف حركة بالمرز الثورية المسلحة (1964-1985) التي شاركت في قيادتها، وكانت واحدة من أبرز رموزها اللامعة، وطوال فترة السجن التي قضت فيها ثلاث سنوات (1970إلى 1973) قاتمة تجرعت خلالها طعم مختلف صنوف التعذيب.
بعد تسلمها مقاليد السلطة في الأول من يناير/ كانون الثاني العام 2011، تعهدت الرئيسة ديلما ، بأنها ستكون حاكمة للجميع، وأنها ستشق نفس الطريق التي سلكها بخطى واثقة، سلفها الرئيس لولا داسيلفيا، الذي استطاع بذكائه وموهبته السياسية البارعة، أن يحقق أحلام ملايين الفقراء والبؤساء والمهمشين في البرازيل، حيث تمكن من انتشال أكثر من 30 مليون إنسان برازيلي من براثن البؤس والفقر المدقع، بفضل سياسات الرعاية الاجتماعية والصحية والمشاريع الاقتصادية التي انتهجها كرئيس منتخب جاء إلى الحكم بصورة «الزعيم الملهم» الذي كان على مقدرة بالتنبؤ بالمستقبل وبما كانت تحلم به الطبقات الفقيرة والمهمشة في البلاد، والتي ظهرت جلية في أن تصبح البرازيل قوة اقتصادية ناشئة في العالم، بعد أن كانت محطمة على مدى عدة عقود مضت تحت وطأة الفقر والأزمات الاقتصادية الخانقة.
انها أول امرأة تحكم البرازيل، في لحظة تسلمها زمام الأمور، تعهدت بإعطاء الأولوية لمشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية الملحة، السنوات الأربع القادمة، ستقدم بالتأكيد الإجابات الحاسمة، على مستقبل الرئيسة ديلما ، والبرازيل في مواجهة كافة التحديات الجديدة الوطنية وعلى المستوى الدولي.