أنجلينا جولي التي أصبحت رمزاً
أصبحت الممثلة الأميركية الشهيرة وسفيرة النوايا الحسنة لشئون اللاجئين في الأمم المتحدة، أنجلينا جولي، بمثابة الرمز الحيّ لتطلعات ملايين الناس من البؤساء والفقراء في كافة المناطق التي تعصف بها ويلات الحروب والأوبئة والمجاعات والتعاسة والفقر.
وبعد قرابة ثلاثة عقود من الزمن، أمضتها نجمة هوليوود الممثلة والمخرجة وكاتبة السيناريو أنجلينا جولي، وهي تسحر المشاهدين بتقديم نمط مختلف من الفن السينمائي الرائع على الشاشة، قبل أن تحرز نجاحاتها الأخيرة في اختراق قلوب الناس الفقراء في شتى مناطق العالم من خلال تقديم أعمالها الخيرية، منحتها الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية جائزة الأوسكار الشرفية «جين هيرشولت» للعام 2013 تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلتها في خلال مشوارها الطويل في الفن بتقديم الأعمال الإنسانية الخيرية والدفاع عن حقوق الإنسان واللاجئين في مختلف مناطق الحروب والتوتر في العالم.
تعاطفت أنجلينا جولي كثيراً مع الشعوب المضطهدة والفقيرة، التي أنهكت كواهلها مصائب الحروب والدمار والكوارث البيئية والعسف العام، ومضت غير آبهةٍ بزيارة أخطر مناطق الحروب والتوترات حول العالم في أكثر من 40 بعثة ميدانية، من لبنان والعراق والأردن والصومال وباكستان وأفغانستان والسودان وسيراليون وتنزانيا وجيبوتي وحتى السلفادور، وذلك من أجل الدفاع عن حقوق الفقراء والمسحوقين واللاجئين والمشردين، وتقدّم لهم الخدمات والتبرعات المعنوية والمادية التي قدرت بحسب المصادر الاقتصادية بأكثر من 20 مليون دولار خلال الثمان سنوات الماضية.
هذا في الوقت الذي تتهرب بعض حكومات العالم من تنفيذ التزاماتها الدولية بشأن المساعدات الإنسانية الملحة في المناطق التي تتعرّض دائماً إلى الحروب الأهلية والجوع والكوارث البيئية. وينفق العديد من أثرياء العالم مئات الملايين من الدولارات على ملذاتهم الخاصة من دون الاكتراث بالصعوبات الإنسانية الموجعة والكوارث الكبرى، التي تحل في المجتمعات النامية والفقيرة.
وطالبت أنجلينا جولي مجلس الأمن الدولي بوصفها سفيرة النوايا الحسنة والمبعوثة الخاصة للمفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بتكثيف الجهود الخاصة لمكافحة المجاعات والفقر، والعمل على حماية النساء والأطفال من الاضطهاد، والملاحقات القضائية لمرتكبي جرائم العنف الجنسي حول العالم، وخصوصاً في المناطق التي تشهد الحروب والنزاعات والمجاعات.
ولدت أنجليا جولي في العام 1975 في أحضان أسرة فنية مشهورة في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت شابة حالمة تعشق الفن وأعمال الخير، حيث بدأت حياتها في التمثيل وهي في سن الثانية عشرة بعد التحاقها بمعهد ستراسبرج المسرحي. وكان أول ظهور سينمائي لها قبل ذلك وهي في سن الخامسة مع والدها الممثل القدير جولي فويت الحائز على جائزة الأوسكار في أحد أفلامه المشهورة، وسرعان ما برزت مواهبها الفنية وتفوقها في مجال التمثيل الذي كسبت منه شهرةً عالميةً كبيرة، وجرعة إنسانية مضاعفة للدفاع عن قضايا اللاجئين وحقوق الإنسان، إلى أن تحوّلت إلى رمز عالمي بكل جدارة.