عيد النصر الذي صنعه الجيش الأحمر السوفياتي على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية. ” معا سنبني العقيدة الاشتراكية العالمية المتاخية والمتضامنة والمسالمة
▪ احيت جمهورية روسيا الاتحادية الحالية، وجمهوريات الأتحاد السوفياتي السابق، وجميع الشعوب المحبة للعدل والسلم، والتضامن الأممي، والوئام والسلام على الأرض، اليوم 9 أيار/ مايو 2020، الذكرى 75 لهزيمة النازية الألمانية والفاشية الايطالية، ومن كان قد لف في فلكهم من الدول الأخرى العالمية، وانتصار الجيش الأحمر السوفياتي، الذي دكت آخر حصون وقلاع النازية الهتلرية الألمانية، في عقر دارها في برلين، بعد حرب عالمية ثانية مرعبة ومجنونة، راح ضحيتها من البشر، أكثر من 50 مليون إنسان، من بلدان مختلفة حول العالم، اضافة أعداد هائلة للغاية من المصابين والجرحى، والمفقودين، واللاجئين، على المستويين الداخلي والخارجي، وكان أكثر من نصف تلك الاعداد من نصيب شعوب الأتحاد السوفياتي، الذين تحملوا العبء الأكبر في هذه الحرب، التي حرقت الاخضر واليابس، واستبدت بروح الإنسان وقهره وتدميره، وذلك نتيجة جنون العظمة، والافتخار بممارسة فكر العقيدة النازية العنصرية والشوفينية المخالفة لكل القيم والمثل والأعراف الإنسانية والفكرية والروحية، والأخلاقية، والكارهة لجنس الاخر، من دون مراسم استعراضية، رسمية، بسبب وباء كورونا المستجد.
▪عروض عسكرية سنوية مهيبة في الساحة الحمراء في موسكو:
واعتادت عاصمة الأتحاد السوفياتي السابق، وعاصمة الأتحاد الروسي الحالية، موسكو، أن تحيي سنويا ذكرى ذلك الإنتصار المهيب، بحلول اليوم التاسع من ايار/ مايو، الخالد بإقامة عرض عسكري كبير، في الساحة الحمراء التاريخية والشهيرة في موسكو، ومهرجانات شعبية عارمة لتخليد وتمجيد هذا الإنتصار العظيم، في عموم البلاد، باعتباره عيدا وطنيا ليس فقط للشعب الروسي، بل لجميع شعوب الجمهوريات السوفياتية السابقة، التي قهرت وهزمت جيوش النازية الالمانية والفاشية الايطالية، وكل من لف في فلكهم من الدول الأخرى العالمية.
▪الاستسلام المذل للعظمة الفارغة والموهومة:
في اليوم الثامن، والتاسع، من شهر أيار/ مايو، أعلنت حكومة الأتحاد السوفياتي الحمراء، عن استسلام المانيا النازية، ورفع جنودها البواسل والمخلصين، اعلام التحرير السوفياتية، على سطوح المباني الحكومية الرسمية، و مختلف المعالم التاريخية للنازية الالمانية، ونظموا الحفلات والمهرجانات الحاشدة، وتذوقوا وتبادلوا خلالها نخب هذا الإنتصار العظيم والجبار، في نفس الوقت، الذي كان فيه الدكتاتور النازي ادلف هتلر وعشيقته إيفا براون يختفون عن الأنظار، ثم ينتحران معا بشكل مهين وذليل، في ملجأ محصن من الهجمات، ويفر قادتهم وجنودهم الجبناء، على اعقابهم في تيه الأراضي الألمانية الواسعة، تلاحقهم الهزائم والعار، من صنع ما فعلوا من أعمال شنيعة وماساوية، ومخجلة بحق الانسان.
وفي كل عام في اليوم التاسع من شهر أيار/ مايو، تحتفل روسيا، وتحيي هذا الإنتصار المهيب، باحتفال عسكري كبير في موسكو، يتكون من قسمين، الأول، يتمثل باستعراض عسكري تاريخي للحدث، والعرض الثاني، معاصر، ويشارك في العرض الأول التاريخي، أكثر من مئة وستون الة عسكرية من المعدات الثقيلة، وتعرض خلاله دبابات تي – 34 الشهيرة، وفي العرض الثاني المعاصر، الصواريخ مثل صواريخ توبول، وصواريخ اسكندر، والطائرات مثل ميغ 29 ، وطائرات سوخوي 27 ، وظل يشارك في كل هذه الاحتفالات، كل من تبقى من المحاربون القدامى الذين شاركوا فى الحرب الوطنية العظمى، وقدموا الكثير من التضحيات الحسام، و كذلك العديد من زعماء الدول العالمية.
▪ فيروس كورونا الفتاك، يؤجل الإحتفال الرسمي والشعبي للذكرى هذا العام 2020:
وفي نبأ بثته وكالة ” سبوتنيك ” الروسية، يوم أمس الجمعة، 8 أيار/ مايو 2020، قالت الوكالة: ” إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، أصدر مرسوما رئاسيا، يقضي بنقل إحتفالات الذكري بعيد النصر، في الحرب العالمية الثانية، إلى يوم 3 أيلول/ سبتمبر 2020، بسبب إنتشار وباء فيروس كورونا المستجد.
ولكن شعوب الأتحاد السوفياتي، وماتبقى من افراد جيوشها الباسلة المنتصرة القدماء، وشعوب العالم الحر على كوكب الارض، احتفلت على طريقتها الخاصة بذكرى هذا الإنتصار الكبير، وذلك من أجل تجديده، وتخليده، إلى الأبد، وتكريم كافة الشهداء الأبرار، وجميع الضحايا الذين سقطوا في ساحات المعارك الدامية والمؤلمة ضد النازية والفاشية، من أجل الحرية والديمقراطية والسلم العالمي على كوكب الأرض.
هاني الريس
9 أيار/ مايو 2020