لص يسرق الحشمة، ويتستر بالدين” الرئيس البولندي، أندريه دودا: المثلية هي أكثر خطر من الشيوعية في بولندا
يكافح الرئيس البولندي، أندرية دودا، الذي صعد إلى السلطة عن طريق الصدفة، بعد انهيار النظام الاشتراكي ( الشيوعي) في بولندا، وتراجع شعبية جميع الاحزاب السياسية البولندية، التي تعاقبت على السلطة، بعد ذلك، بسبب الاخلال بوعودها وتعهداتها، بإطلاق الحريات العامة، وتحسين ظروف الحياة المعيشة اليومية للمواطن البولندي، وكسر أسوار العزلة، التي فرضها النظام الشيوعي السابق، يكافح من أجل استعادة السلطة، بشعارات خادعة ومتسترة بالدين، ومحاربة ” ايديولوجية المثليين” و التخويف من” عودة الشيوعية” إلى بولندا، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البلاد، التي سوف تجري في 12 تموز/ يوليو 2020، حيث لم يحظى هذا الرئيس بأكثر من 41 في المئة من أصوات الناخبين البولنديين، أمام منافسه القوى مرشح حزب الائتلاف المدني، رافائيل ترزاسكوفسكي.
وقال السياسي البالغ من العمر 48 عام، والذي كان وجه غير معروف على المسرح السياسي البولندي، وأن اقصى ما وصل اليه من المراتب السياسية العليا، هو عضو برلماني، ووكيل وزارة العدل، ثم وكيل وزارة الخارجية، في حكومة ليخ كازينيكي، اليمينية المتطرفة: ” أنه لا ينبغي السماح لنشر ما وصفه ب” ايديولوجية المثليين ” للأطفال البولنديين، واعتبرها هي أكثر خطورة على المجتمع، وأكثر تدميرا، حتى من الشيوعية، التي شكلت لعقود طويلة من الزمن عقدة المواطن البولندي، الذي سعى إلى الحرية والديمقراطية في زمن المعسكر الاشتراكي السابق.
وأضاف: ” لقد ظل جيل والدي، لمدة تزيد عن 40 عاما يناضل من أجل محاربة” الايديولوجية الشيوعية ” من المدارس التعليمية، وبالتالي وقف غسيل الاذمغة، وتريدوننا اليوم أن نقبل، بأن ندخل نوع آخر من الايديولوجية، الأكثر خطورة على المجتمع؟ وهذا يعني أن تمثل الايديولوجية المثلية، تهديدا مباشرا للثقافة البولندية، التي قضى عليها أكثر من ألف عام من الزمن، هذه هي في الواقع، هويتنا، التي يجب أن نتمسك بها، ولا يجب أن نسمح، لأي شخص بمحاولة إغراء أطفالنا عن طريق الخطأ “.
وتابع: ” إذا لم يحالفني الحظ في الفوز في هذه الانتخابات، فسوف يأتي اللصوص مرة أخرى إلى السلطة، وسوف يفرضون اجندتهم، الخاطئة على الدولة والمجتمع ” وهذا ما لانريده ان يحدث.
وتحمل رسالة الرئيس، اندرية دودا، الذي ينتمي إلى العقيدة الكاثولوكية المتعصبة، طابعا تحريضيا وتحذيريا، للناس، من خطر الايديولوجية المثلية، وخطر الشيوعية، التي نسى اوتناسى، بأنها خدمت المواطن البولندي، ووفرت له لقمة العيش والعمل، والتعليم، والصحة المجانية، التي افتقد لها في عهده، وعهود اسلافه السابقين، اكثر منه ملهما للتطلعات الشعبية، التي عانت الكثير من الانقسامات، وتدهور الحياة المعيشة اليومية، من خلال الارتفاع الجنوني للأسعار، التي انهكت كاهل الكثير من الناس، وبخاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وتوسع نطاق هجرة المواطنين البولنديين، للعمل البسيط، في غالبية دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وغيرهم من دول العالم، وذلك على عكس الرسالة، التي يحملها منافسه القوى في هذه الانتخابات، رافائيل ترزاسكوفسكي، الذي وعد الناس، بمستقبل افضل للحياة العامة، ونمو اقتصادي، وحكم قوي مستتب، وعلاقات حسنة وقوية، مع دول العالم، والانفتاح على المعتقدات والثقافات المشتركة في المجتمع.
ولكن القليل فقط من المراقبين، هم من يستبعدون فرص الرئيس، بالفوز، فهو يتقدم قليلا في معظم استطلاعات الرأى، ويحظي بدعم الكنيسة الكاثولوكية البولندية، والولايات المتحدة الأمريكية، المناهضة لتحرر الشعوب الأخرى، ولكن أيضآ في المقابل، فإن وعود منافسه، بالنمو الاقتصادي، والانفتاح على الآخر، هي أيضا تلقى آذانا مصغية في بولندا، التي عانت من الركود الاقتصادي، والرشى والسرقات والامتيازات الخاصة لاصحاب السلطة والمال، ويتوقع المراقبون للشان الداخلي البولندي، بأن جولة الإعادة الثانية، ستكون شرسة وحاسمة للغاية، وهل أن تحذيرات الرئيس الكاثوليكي، اندرية دودا، وتخويفه للناس، بخطر الايديولوجيةالمثلية، وعودة البعبع الشيوعي إلى بولندا، بعد تقهقره ونهاية عهده، هو مدفوع بعوامل الطمع، للعودة إلى سدة الحكم، أم هو بالفعل خوفا على بولندا ومستقبلها السياسي والاقتصادي؟ وهل سيتضح أمره، بحسب، أحد المحللين السياسيين البولنديين، الذي يصر على عدم تصويته لصالح هذا الرئيس مرة أخرى، أنه لص يسرق الحشمة، ويتستر بالدين؟
هاني الريس
5 تموز /يوليو 2020