أوقفوا خطة الضم واحتلال فلسطين
القوى الوطنية والأحزاب اليسارية الدنماركية تحذر الحكومة من مواجهة انتقادات حادة إذا ما فشلت في مواجهة قرار ضم 40 في المئة من اراضي الضفة الغربية.
بدعوة تضامنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في محنته، ورفض قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، تقدمت بها الأحزاب اليسارية والقوى الوطنية الدنماركية الداعمة للقضية الفلسطينية، تجمع أكثر من 1400 شخص، في ساحتي ( Palestinas Plads) و ( البرلمان الدنماركي) في 4 تموز/ يوليو 2020، تحت عاصفة مطرية، للتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته، ومناهضة خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بخصوص ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى كيان الدولة اليهودية، رافعين خلالها أعلام فلسطين، وإطلاق صيحات الغضب، شعارات التنديد بهذا القرار، وترديد الأناشيد الوطنية الفلسطينية، والكلمات السياسية المعبرة عن تضامن الشعب الدنماركي مع فلسطين وقضيتها المحقة والعادلة، ورفض الاحتلال الصهيوني، وتخلل أيضا هذا المشهد التضامني إتصال هاتفي من أريحا في الأراضي المحتلة بصوت حمزة زبيدات، يشرح فيه معاناة ومكابدة الشعب الفلسطيني في الداخل من أجل الحرية، وإسترجاع كافة الحقوق الفلسطينية المسلوبة.
خطة الضم:
كان الكيان الصهيوني يخطط لضم حوالي 40 في المئة، من الأراضي الفلسطينية المحتلة ابتداءً من مطلع تموز/ يوليو 2020 ويشدد طوق الحصار على أعناق الشعب الفلسطيني ويحرمه من جميع حقوقه المشروعة، واعتبر المراقبون، أن قرار الضم، الذي يدعمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو قرار ينتهك كافة الحقوق المشروعة، التي يطالب بها الشعب الفلسطيني من أجل السيادة والكرامة والحرية، كما أنه قرار طائش وغير قانوني بحسب القوانين الدولية وحق تقرير مصير الشعوب، ويعتقدون إنه إذا ما تم العمل به بالفعل على أرض الواقع، فإنه يستحيل على الفلسطينيين إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتماسكة، وأنه سوف ينتج عنه تقسيم مشابه للمناطق العازلة، التي اقامها نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وأن نتائج هذا التقسيم سوف تكون قاسية ومؤلمة بحق الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره في ما يتعلق بقدرته على الحصول على الماء والغذاء وموارد العيش الضرورية اليومية، حيث تتركز أكثر من 50 في المئة من المحاصيل الزراعية التي يستخدمها المواطنون الفلسطينيون بتلك المناطق، ويعتبر الضم امتداد للاحتلال الإسرائيلي الكامل لفلسطين التاريخية، ويساعد على توسيع عمليات التطهير العرقي، ومضاعفة هدم المنازل، ومهاجمة المدنيين العزل.
مطالب القوى الوطنية والأحزاب اليسارية في الدنمارك:
وطالبت كافة القوى الوطنية والأحزاب اليسارية الدنماركية الداعمة للقضية الفلسطينية، الحكومة الدنماركية، باتخاذ مواقف شجاعة وحازمة وقوية تجاه قرار خطة الضم باعتباره قرار مخالف للقانون الدولي، والعمل على تنفيذ كامل التزامات الدنمارك وتعهداتها الدولية في تقرير مصير الشعوب وإحلال السلام على الأرض، واشارات إلى أن وزير الخارجية الدنماركي، جيبي كوفود، يجب عليه الالتزام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه في ما يتعلق بالاتفاقيات الدولية الموقعة عليها الدنمارك، أمام المجتمع الدولي، وأضافوا، إنه رغم كافة المناشدات والمساعي الحميدة ، فأن الوزير الدنماركي، حتى الآن، لم يعير هذا الأمر باية أهمية مطلوبة، وانه يغض البصر وبشكل واضح، عن الهجمات العسكرية العنيفة، التي تشنها القوات المسلحة الإسرائيلية، على مناطق الضفة الغربية، لمجرد الحفاظ على اتفاقيات الدنمارك الاقتصادية والسياسية، مع الدولة العبرية، وطالبوا الحكومة الاشتراكية الديمقراطية، باتباع وسائل ناجحة وحقيقية وقوية، لدعم فلسطين وشعبها، وكذلك الضغط العاجل والمكثف، من جانب المجتمع الدولي، لوقف المخطط الصهيوني المدعوم بشدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاء الكيان الصهيوني في كل مكان في العالم، كما طالبوا بأن تقوم الحكومة الدنماركية، وكذلك حكومات دول الإتحاد الأوروبي، بمراقبة الأوضاع في فلسطين المحتلة، والانتهاكات الإسرائيلية الصارخة لحقوق الإنسان في جميع الأراضي المحتلة، وفرض عقوبات عاجلة وملحة، على الكيان الصهيوني، والضغط على زوال الاحتلال، وحذروا الحكومة الدنماركية، من مغبة الفشل في هذا الأمر، لأن فشلها في إتخاذ قرارات عاجلة لمنع خطة الضم، لن يعود عليها بالخير، وانها بالتأكيد سوف تواجه انتقادات حادة وقاسية، من جانب شعوب وحكومات العالم الحر.
53 سياسي في البرلمان الدنماركي، يهددون الكيان الصهيوني بعواقب وخيمة:
وفي ما كانت الأمور تتسارع بشأن خطة الضم، وقع 53 سياسي من مختلف الأحزاب السياسية، في البرلمان الدنماركي بيان تضامني لمواجهة القرار الصهيوني، وقد رأوا بان الخطة الصهيونية لتأكيد السيادة على قرابة 40 في المئة، من أراضي فلسطين التاريخية، ستكون لها عواقب وخيمة، إذا ما كانت قد تحققت بالفعل على أرض الواقع، وكان ذلك في وقت أعرب فيه أكثر من ألف برلماني من 25 دولة أوروبية، عن مخاوفهم تجاه خطة الضم، وقالوا في بيان مشترك، انهم سياسيون برلمانيون من جميع أنحاء أوروبا، ملتزمون بنظام عالمي قائم على القواعد الأممية، وأنهم يشعرون بمخاوف جدية، بشأن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول قضية الصراع الاسرائيلي _ الفلسطيني، والاحتمال الوشيك، لضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية.
جنون النرجسية وانعدام الضمير:
وفي تصريح مقتضب، لوسائل الإعلام الدولية، احتجاجا على هذا الوضع، قال رئيس الكنيست الاسرائيلي السابق ابراهام بورغ، ان ترامب ونتنياهو رجلان يمتلكان جنون النرجسية، وعديمي الضمير والأخلاق، وهما دائما مستعدين للانقلاب على اي شخص فقط لإنقاذ نفسيهما والحفاظ على السلطة، وأضاف، أن ترامب أوقف خطة الضم بعد أن شعر إنها لا تناسبه في الوقت الحالي.
هاني الريس
4 تموز/يوليو 2020