مخاوف الإرهاب تحاصر الغرب في 2016

لم تراود شعوب دول الاتحاد الاوروبي، أية شكوك حول الأسباب الحقيقية، التي عكرت أجواء الاحتفال باعياد الميلاد للعام الجديد 2016 وحول ما وراء التزام غالبية الناس بالبقاء في بيوتهم، وعدم خروجهم كما هو معتاد سنويًّا للاحتفاء بهذه المناسبة المألوفة، في الساحات العامة والاحياء والشوارع الجانبية، والتي ظلت على امتداد عقود من الزمن، تمثل قدسية دينية ومرحاً وفرحاً وطنيّاً، والسبب الحقيقي والواضح، هو قلقهم وخوفهم على حياتهم، من حدوث أي عمليات إرهابية مفاجئة ومزلزلة، كانت الاستخبارات الوطنية والاوروبية، قد حذرت من وقوعها في عدة عواصم غربية عشية رأس السنة الميلادية الجديدة 2016.

وعلى رغم الإجراءات الاحتياطية الأمنية كافة، التي أحاطت بأبرز العواصم الاوروبية، فإن أجواء الاحتفال بالمناسبة، شابها الخوف والقلق العارم من شن عمليات إرهابية شريرة، سواء كانت حقيقية أم متخيلة، فقد رفعت قوات الأمن في العديد من هذه العواصم، ولاسيما باريس ومدريد ولندن وبروكسل وبرلين، بالاضافة إلى موسكو وواشنطن، حالة التأهب القصوى، بعد تلقيها بعض المعلومات، التي تلاحقت في الفترة الأخيرة، عن تهديدات إرهابية محتملة، تستهدف هذه الاحتفالات، من قبل الخلايا المتشددة والمتطرفة، التابعة إلى تنظيم «دولة داعش» الإرهابية، التي قامت خلال العام 2015 بتسديد ضربات وهجمات ارهابية مدمرة ودامية في كل من باريس وكوبنهاجن.

وتحدث مسئولون ألمان، خلال مؤتمر صحافي عشية هذه الاحتفالات، عن أن السلطات الفيدرالية الالمانية، تلقت معلومات عاجلة من قبل دولة صديقة «فرنسا» تفيد بأن تنظيم «دولة داعش» الإرهابي، كان يخطط لتنفيذ هجمات ارهابية، في ولاية ميونيخ بواسطة سبعة عناصر انتحارية موالية له، وعلى إثر ذلك قامت سلطات الولاية بفرض حالة التأهب القصوى، ونشرت عناصر من أفراد الأمن في جميع المناطق المهمة، وأغلقت جميع محطات القطارات ومترو الانفاق، تحسباً لوقوع عمليات انتحارية محتملة.

وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، احتجزت قوات الأمن، قرابة ستة أشخاص، كانت تدور حولهم الشكوك في القيام بعمليات ارهابية، خلال أعياد رأس السنة الميلادية الجديدة، وقامت باستجوابهم في إطار التحقيقات الشاملة حول مخطط ارهابي محتمل في البلاد.

وفي باريس، التي لم تستفق جوارحها بعد من صدمة التفجيرات الانتحارية الآخيرة، تحدث الرئيس الفرنسي، فرانسوا اولند، في رسالة بثها التلفزيون الرسمي، بأن «الخطر المحدق لايزال يواجه فرنسا» و»هو في حقيقة الأمر عند أعلى مستوياته» في الساحة الوطنية.

وفي موسكو، قامت السلطات الروسية ولأول مرة، في تاريخ الاتحاد الروسي، بإغلاق الساحة الحمراء ومحيطها، التي تجري في رحابه الاحتفالات برأس السنة الميلادية، وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين: «ليس خافيا على أحد، أن تكون موسكو هدفا مفضلا للإرهابيين».

وأما في واشنطن، فقد عززت سلطات الولاية، إجراءات الأمن المشددة في الساحة الرئيسية التقليدية، التي يتجمع فيها مئات الآلاف من الأميركيين لإحياء الأعياد لمناسبة حلول رأس السنة الميلادية.

ويذكر أن غالبية دول الاتحاد الاوروبي، أغلقت حدودها في الشهور الأخيرة من العام 2015 في وجه الموجات المتنامية من المهاجرين واللاجئين القادمين من مناطق التوتر في العالم وخاصة، سورية والعراق وأفغانستان وشمال افريقيا، خوفًا من تسلل بعض المتطرفين والارهابيين، إلى عدد من عواصم الدول الغربية المهمة.

Loading