«داعش» وتدريب المتطرفين في أوروبا
يقول تقرير جديد لجهاز الأمن في الاتحاد الأوروبي (اليوروبول) صدر في 28 يناير/ كانون الثاني 2016 إن لدى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خلايا نائمة تتجمع في عدة دول أوروبية، ومعسكرات في غاية السرية لتدريب المتطرفين والإرهابيين، على مستوى الاتحاد الأوروبي، ويحذر التقرير من مخططات جديدة لـ «داعش» تهدف إلى شن عمليات إرهابية موسعة في أوروبا.
ويشير التقرير، إلى أن التنظيم، قد سعى في خلال الفترة الأخيرة، لتشييد عدة معسكرات صغيرة في دول الاتحاد الأوروبي والبلقان، من أجل تطوير قدرات ومهارات مجنديه القتالية والجسدية، واختبار المهارة البدنية والنفسية الشاملة للعناصر الجديدة الراغبة في الانضمام إليه، حيث تتم عمليات تدريب تلك العناصر على كيفية الاستخدام الأمثل للأسلحة، والتصرف بوعي خلال التحقيقات في حال التعرض إلى الاعتقال، والاستفادة التامة من كل هذه التكتيكات والتعليمات والتدريبات، في التخطيط لأعمال إرهابية في بلدانهم أو على المستوى الخارجي.
ويضيف التقرير، أن كل هذه التدريبات، تجري في نطاق السرية المطلقة، وتحت غطاء جلسات تثقيفية ودينية متعددة، ودروس تلاوة القرآن، وغير ذلك من ابتكارات اللعبة التمويهية والتضليلية لهذا التنظيم.
وتشعر معظم العواصم الأوروبية، ولاسيما باريس وبرلين وبروكسل، بالقلق من إمكانية أن تطور «داعش» من أساليب هجماتها الإرهابية في أوروبا، بعد تلقيها ضربات موجعة بخواصرها في ساحات القتال، في سورية والعراق، عبر تجنيد عناصر جديدة مغرر بها في مختلف دول الاتحاد الأوروبي، حيث تفيد المعلومات عن وجود عدة معسكرات تدريبية للمتطرفين التابعين للتنظيم في شمال بلجيكا، حيث تعتبر بروكسل حاضنة لأعداد كبيرة من الأصوليين الإسلاميين، ولبعض المشاركين في اعتداءات باريس، وكذلك مناطق البلقان، التي لاتزال تتعرض لأكثر كمية مكثفة من اللاجئين، وتفتقد إلى أسباب الأمن والاستقرار، وينتشر في جسم مؤسساتها الفساد والرشا، والإجراءات البيروقراطية، وعدم الالتزام بالقوانين، حيث تتواجد هناك حشود اللاجئين، المقطوعة بهم سبل العبور إلى أوروبا، ويستفيد تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات المتشددة والمتطرفة، من معاناتهم ومآسيهم القاسية، واقتناص الفرص المؤاتية لاحتوائهم.
وكانت عدة حكومات أوروبية غربية، قد حذرت من محاولات الأصوليين الإسلاميين المتطرفين والإرهابيين، لتجنيد أعداد هائلة من اللاجئين الجدد، ولاسيما القادمين من سورية والعراق، المتواجدين في مخيمات اللجوء في ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا والسويد والنرويج، حيث إن الإهمال والتباطؤ في معالجة أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، يمكن أن تدفع بغالبيتهم نحو الميول لإغراءات التنظيمات المتطرفة والإرهابية.
وعلى رغم تكرار تصريحات كبار المسئولين في دول البلقان، بأنهم يظلون أوفياء لتعهداتهم والتزاماتهم الوطنية والأوروبية والدولية، تجاه الرقابة المشددة على الهجرات غير الشرعية، الزاحفة من مختلف مناطق الحروب والاضطرابات، وحماية حدود أوروبا، فإن المعلومات التي تتناقلها وسائل الإعلام والصحافة، تفيد بأن هناك خروقات واسعة النطاق في مختلف القضايا الأمنية، حيث لاتزال شبكات تهريب البشر والمخدرات والأسلحة ومختلف صنوف الممنوعات، تنتشر بشكل كبير في أنحاء واسعة من أراضي البلقان، والتي لم تطلها القوانين الصارمة والإجراءات، ولهذه الأسباب تتخوف دول الاتحاد الأوروبي، من أن تكون هذه المنطفة أهم بقعة جغرافية مفضلة وحاضنة للعناصر المتطرفة والإرهابية، التي تحاول العبور إلى أوروبا من أجل القيام بعمليات إرهابية وزعزعة الأوضاع الآمنة والمستقرة في ربوعها.