العنصرية المنبوذة
قد يعتقد البعض بأن لا توجد هناك عنصرية وتمييز طبقي في الدنمارك، ولكن يبدو العكس هو الصحيح “. لقد كانت قضية العنصرية والتمييز الطبقي في الدنمارك، موضوع اهتمام شديد في المناقشات الختامية للبرلمان الدنماركي، التي أجريت في 22 حزيران / يونيو 2020 في آخر يوم من بداية العطلة الصيفية، و استغرقت من الوقت أكثر من 13 ساعة متواصلة. وفي خضم هذه المناقشة الساخنة، حدثت هناك بعض الملاسنات الكلامية بين عدد من النواب في البرلمان بخصوص مسائل العنصرية والكراهية ضد الأجناس الأخرى في نطاق المجتمع الدنماركي، وفي أجواء هذا النقاش، طرح عدد من نواب البرلمان، على رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، سؤال صريح ومحدد، عما إذا توجد هناك عنصرية وتمييز طبقي، في الدنمارك، أم لا ؟
وبعد أن اصغت رئيسة الوزراء لهذا السؤال، واستمعت للجميع، أجابت: ” نعم بالتأكيد تبدو هناك مظاهر كثيرة للعنصرية والتمييز في الدنمارك، ونحن ندرك ذلك الأمر، ونسعى دائماً لوضعه موضع التركيز و طرح المعالجات الصحيحة والإيجابية، التي يمكن أن تخفف من وطإته، أو تجفف منابعه “.
وأضافت: ” إن مشاكل الاندماج الحقيقي والفعلي داخل المجتمع لاتزال كبيرة ومعقدة للغاية، ولهذا السبب نبقى نصر على متابعة الوضع المتعلق بتلك القضية، و نحاول أن نجد لها الحلول الموجبة وفق القانون، وفي نفس الوقت، نصر على ضرورة وجود مراكز استقبال للاجئين خارج نطاق الأتحاد الأوروبي، ونواصل العمل من أجل تحقيق الأهداف الكاملة والشاملة المتعلقة بهذا الخصوص “.
عمل استباقي لمكافحة صنوف التمييز والعنصرية:
وفي هذا الشأن، يجري التحضير الاولي من جانب حزب اللائحة الموحدة اليساري، لإعداد مشروع جديد للبرلمان الدنماركي، في دورته القادمة، ويركز بشكل اساس، على قضايا محاربة التمييز والعنصرية في الدنمارك، ومناشدة الجهات الحقوقية الدنماركية، في القيام بإعداد تقارير سنوية، لتقصي ورصد حالات العنصرية والتمييز الطبقي في المجتمع، وقالت عمدة الحزب، بيرنيل سكيبر: ” أنه من المفيد للغاية، ان تكون هناك نقاشات جادة حول العنصرية والتمييز، وتداوله كحدث سنوي بارز في البرلمان الدنماركي، لكي نستطيع من خلاله التعامل مع جميع المشاكل القائمة حول تلك القضية، وأن ذلك بالتاكيد، سوف يوفر علينا اساسا للقيام بعمل استباقي مهم لمكافحة العنصرية والتمييز في الدنمارك، ولذا نحن في حزب اللائحة الموحدة، نطالب أصحاب السلطة، في التعامل بجدية تامة مع كافة الأمور الملحة المتعلقة بمسالة التمييز والكراهية والعنصرية “.
وأضافت: ” نحن مازلنا نرى هناك الكثير من مظاهر العنصرية والتمييز، تحدث على أرض الواقع، وبصورة منهجية، على مستوى الدنمارك، ومن بين أبرز تلك المظاهر، هناك للأسف الشديد، الكثير من الناس، الذين لا يريدون الحديث مع الآخر المختلف، ولا يرغبون في تقديم الخدمات للأشخاص الملونين، بسبب الجنس الاثني، ولون البشرة، وأن هناك أطفال يتعرضون بكثرة للتنمر، لأنهم يعتبرون من أجناس أخرى، وهذا هو واقع الحال الصعب، الذي نأمل أن يزول بسرعة “.
ومن جانبها قالت عضوة البرلمان عن نفس الحزب، روزا لوند: ” أن حزب اللائحة الموحدة، يريد أن يلعب دور مهم وتاريخي، في مكافحة التمييز والعنصرية، في الدنمارك، ولذلك من الواجب أن نقوم بمهام التصدي لمختلف صنوف التمييز والعنصرية، التي تواجه المجتمع، وأن نحاول بقدر المستطاع، العمل على ردم الهوة العميقة، التي تحاول أن تفصل روابط الحياة المشتركة، بين جميع الأجناس على مستوى المجتمع، الذي يجب، أن يتاخى ويتضامن فيه الجميع “.
هاني الريس
28 حزيران / يونيو 2020