للأسبوع الثاني على التوالي تخرج الدنمارك عن بكرة ابيها للتضامن ضد العنصرية والعنف
للأسبوع الثاني على التوالي، بعد مقتل المواطن الأميركي ذو البشرة السوداء جورج فلويد، على يد ضابط الشرطة الأميركي الأبيض العنصري، ديريك شوفين، استمرت، التظاهرات الحاشدة والواسعة النطاق في الدنمارك تحث الخطى للمطالبة بنبذ العنصرية والكراهية والتمييز العرقي والطبقي والاضطهاد وقهر الاخر، فبعد التظاهر الحاشدة التي خرجت ظهر اليوم الأحد الماضي 31 حزيران/يونيو 2020 والتي شارك فيها قرابة 4000 شخص من الدنماركيين، أمام بوابة السفارة الأمريكية، في كوبنهاجن، ضد التمييز والعنصرية والشوفينية، خرجت في نهار الأحد 7 حزيران/يونيو 2020 تظاهره كبرى مماثلة، دعت لها منظمة ( الحياة السوداء) في الدنمارك، وجابت عدد من شوارع واحياء العاصمة كوبنهاجن ، بمشاركة اكثر من 15 الف مواطن، بحسب ما صرح به عمدة شرطة كوبنهاجن للصحافة ، تومي لورسن، وسارت بشكل قانوني، لم تحدث فيها هناك اية خروقات قانونية تذكر، حيث كان يقضي قانون الطوارئ الصحي الدنماركي، الجديد في البلاد بعدم التعرض للتجمعات الكبيرة، التي تهدف لاغراض سياسية أو اعتبارات خاصة ملحة، في وقت كانت فيه الشرطة السويدية الدولة الجارة للدنمارك، قد قمعت فيه تجمع طفيف كان قوامه حوالي 2000 شخص في مدينة غوتبورغ، مما أدى إلى مواجهات عنيفة بين أفراد الشرطة والمتظاهرين بحسب وكالة (تي.تي) للأبناء.
شكر وتقدير:
وفي رسالة وجهتها رئيسة الوزاء، ميتي فريدريكسن، لجماهير الشعب الدنماركي حول هذه المناسبة، على موقعها في (الفيس بوك) قالت: ” انها تؤيد هذا الحراك المهيب، وانها تدعوا جميع شعوب العالم الحر للوقوف في مواجهة الكراهية والعنصرية والعنف الوحشي، الذي انهك كاهل العديد من الناس”.
وزير الخارجية الدنماركي مدافعا عن قيم الحرية والديمقراطية في الدنمارك وحول العالم:
وفي تصريح مهم ومعقول لوزير الخارجية الدنماركية، جيبي كوفود للصحافة، بشأن التظاهرات الأخيرة في الدنمارك، حول الكراهية والعنصرية قال: ” ان موقفنا الثابت والحازم، هو الوقوف إلى جانب الشعوب، التي تكافح ضد أشكال الكراهية والعنصرية والوحشية، ونحن نعتبر التظاهرة الجماهيرية الحاشدة التي خرجت ظهر اليوم 7 حزيران/ يونيو 2020 في كوبنهاجن ضد العنصرية والعنف الوحشي، هي شكل من أشكال المواجهة الشرسة ضد حرمان الناس من التمتع بحقوقهم، وضد حريات التعبير والضمير المسلوبة.
وأضاف: ” اعتقد ان الحكومة الدنماركية، قد ادت واجباتها الوطنية المطلوبة في هذا الشأن، ونحو كل ما كان قد حصل من اضطرابات دامية، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال تناولنا لقضايا الأمن والسلام والاستقرار في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، حيث ادلينا بوجهة نظرنا الريحة والجادة، واعلنا بكل وضوح حول كل ما كان يجري من أحداث تتعلق بمصير الأمن والسلام والاستقرار في أوروبا وحول العالم، وفي نفس الوقت قد ابلغنا الاداره الأمريكية، أن من المهم للغاية أن تتصدى هذه الإدارة لسيادة القانون واحترام المثل الديمقراطية لمواجهة التحديات القائمة عندها، وفي نفس الوقت سمحنا لمختلف وسائل والاعلام المحلية، بأن تمارس دورها الاعلامي الحر والرصين، لمواكبة تلك الأحداث، ولكن بشرط الإبتعاد عن الإساءة، أو المبالغة فيما كان قد حدث، وذلك انه كان من واجبنا أن نقدم لهم الدعم المطلوب، الذي قد يخدم قضيتهم، لأن العنصرية والتعصب القومي والتمييز والكراهية والتمييز العرقي والطبقي واضطهاد وقهر الاخر، هي في حد ذاتها قضايا تعتبر منبوذة، وهي تبقى من بين اكثر الأمور المكروهة، التي تحدث على وجه الأرض، ولذلك من المهم جدا أن يتصدى لها الجميع ويحاربها “.
وفي تصريح آخر للمتحدث باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، جيبي بروس، للقناة الثانية الدنماركية ( TV 2) قال: ” أن التظاهرة الجماهيرية الكبرى، التي خرجت في نهار الأحد 7 حزيران/يونيو 2020 كانت ثمرة من ثمار الركائز الديمقراطية الأصيلة، التي سمحت لهذه التظاهرة الجماهيرية الحاشدة بالتحرك رغم إجراءات الحظر المتبعة في البلاد خلال الأزمة الصحية الحالية “.
وأما مديرة المعهد الدنماركي لحقوق الإنسان، لويز هوليك، فقد علقت على هذه التظاهرة بالقول: ” أنه من الصعب على السلطات الحكومية الرسمية، القيام بتعطيل مثل هذا الحدث، وحظر حرية التعبير السياسي والحقوقي، لأن حقوق الإنسان، هي حقوق اساسية وثابتة، ولا يمكن للآخرين التجاوز عليها، أو منعها بأي وسيلة من وسائل الاكراه والتحدي المباشر والصلب”.
تاريخ حافل بالجرائم والانتهاكات الفضة:
هذه التظاهرة الحاشدة، التي جابت أحياء وشوارع العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، لمحاربة العنصرية والشوفينية في الولايات المتحدة الأمريكية، أعادت إلى اذهان الناس، في الدنمارك وبما فيهم أيضآ شعوب العالم الحر برمته، أن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ظل ولايزال زاخرا بسلاسل مأساوية ووحشية تامة في مجالات الحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان، على امتداد تاريخها السياسي والاجتماعي، رغم كل ما كانت تتبحح فيه بأنها الدولة العظمى الوحيدة في العالم، التي ترفع لواء الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، والتي مابرحت تعد الشعوب الأخرى بأنه سيكون بمثابة ( النموذج الامثل) لخلاصها َمن أوضاع الظلم والقهر ومختلف صنوف الاضطهاد والاستبداد المطلق وغير المكبوح.