أمريكا تحترق في الولايات المتحدة انتهى عالم الديمقراطية وحقوق الإنسان
في غضون اقل من عشر دقائق من عدم استنشاق الهواء الطلق انقطعت أنفاس المواطن الأمريكي والافريقي الأصل جورج فلويد وفارق بعدها الحياة إلى ابد الابدين من دون أن يعلم من أن رحيله إلى عالم الآخرة سيغير وجه الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت وسيضعف من جبروتها في اضطهاد الشعوب التي ظل بعضها يعتقد بأنها هي وحدها فقط حامية حمى الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام في العالم وذلك بعد أن كبل ضابط الشرطة الأبيض يديه واحكم قبضة ركبته على عنقه وهو يصرح بشدة وبحرقة القلب” ارجوك دعني اتنفس” او ” اقتلني لكي استريح ” وبعد مقتله بعدة ساعات خضعت اكثر من 12 مدينة أمريكية لحظر التجوال وكانت اكثر من 30 مدينة أخرى مسرحا للاحتجاجات الصاخبة والاضطرابات التي قمعتها الشرطة الأمريكية بواسطة الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي والدهس تحت عجلات سيارات الأمن والقسوة المفرطة لجميع المحتجين.
هذا هو مشهد الدم المؤلم الذي حدث في نهاية الأسبوع المنصرم في الولايات المتحدة الأمريكية الذي هز أركان الدولة العظمي في العالم وارتجت له أركان الأرض حيث انتشرت الاحتجاجات والتظاهرات في جميع أنحاء الكون التي تضامنت مع الحدث في مواجهة العنصرية المقيتتة والتمييز الاثني والعرقي والطبقي في الولايات المتحدة الأمريكية بحيث ينظر هناك غالبية الامريكيون البيض إلى الفقراء السود بطريقة معيبة على أنهم فاشلون وقذرون وأنهم ينحذرون من عوالم أخرى منبوذة.وحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه الذي ظل يحتقر الأجناس الأخرى الملونة في الولايات المتحدة الأمريكية وشجع على وحشية رجال الشرطة باستخدام القوة المفرطة لمنع ما وصفه بالفوضى والتخريب الشعبي اعترف بأن ماحدث للضحية المقتول جورج فلويد وكل ما حدث للمحتجين المسالمين بأنه ( شيء مؤسف وسيئ للغاية)
وهكذا فأن الدولة العظمى في العالم التي ظلت على الدوام تفتخر بنشرها لقيم الديمقراطية الواقعية وحماية حقوق الإنسان والتضامن مع الشعوب المضطهدة والفقيرة على كوكب الأرض أصبحت اليوم كما هو في سابق الزمن اقولها وافعالها تجافي الحقيقة والواقع وقد بلغت فيها اليوم بالذات انتهاكات حقوق الإنسان مراحل متطرفة ومدمرة وخطيرة للغاية والدليل على هذا ما تعرض له الراحل الشهيد جورج فلويد وهستيريا القمع المطلق ضد المحتجين السلميين في جميع المدن والمناطق الأمريكية وهذه هي المشكلة الحقيقية التي تواجه الإدارة الأمريكية في هذه اللحظات القاسية والحرجة بالذات حيث يقع على عاتقها مسؤولية حفظ الأمن والسلام والاستقرار ومعالجة الوضع المازوم بحكمة وتعقل وتفهم مشاكل الآخرين واحترام اقولها وضماناتها المكرسة في نصوص وبنود دستورها والوطني وفي والمعاهدات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها بخصوص احترام وكفالة وصيانة الحريات والمساواة الاجتماعية ونبذ.الكراهية والتمييز والتفرقة العنصرية.